شخصية علمية حوزوية وأكاديمية معروفة. وهو من مواليد النجف الأشرف 1940 م. التحق بالحوزة العلمية في النجف عام 1952 م. أكمل دراسته العلمية بالبحث الخارج العالي للإمام الخوئي عام 1975 م. أكمل دراسته العليا في جامعة بغداد وجامعة القاهرة وجامعة درهام البريطانية. حصل على جائزة الرئيس عبد الناصر للدراسات العليا في جامعة القاهرة عام 1969م. حصل على الدكتوراه في الآداب بدرجة الامتياز ومرتبة الشرف الأولى عام 1979م. حصل على درجة الأستاذية (البروفيسور) عام 1988 م. اسس الدراسات العليا في جامعة الكوفة عام 1988 م. حصل على مرتبة (الأستاذ الأول) في جامعة الكوفة عام 1993 م. حصل على مرتبة (الأستاذ الأول المتمرس) عام 2001 م، وهي أرقى درجة تمنحها الجامعات الرصينة في العالم. رشح لعدة جوائز عالمية. أشرف وناقش أكثر من 257 رسالة ماجستير ودكتوراه في الدراسات القرآنية والأصولية والحديثية والبلاغية والنقدية. أصدر أكثر من ستين بحثاً علمياً وثلاثين مؤلفاً، منها: انفجار الحقيقة. وإنسانية الدعوة الإسلامية. وقادة الفكر الديني والسياسي في النجف. وتاريخ القرآن. وتطوّر البحث الدلالي.
وهو بالإضافة إلى كل ما سبق يعد ذاكرة اسلامية عراقية نجفية كبيرة وعميقة لمجايلته العديد من كبار المراجع والشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية التي تركت بصماتها واضحة في تاريخ الاسلام والعراق المعاصر. إنه البروفيسور محمد حسين الصغير التقيناه ليحدثنا عن الإمام الشيرازي الراحل فكان هذا الحوار:
• هل جمعتك مع المرجع الشيرازي الراحل أي علاقة علمية أو اجتماعية؟
كنت قريبا من السيد محمد الحسيني الشيرازي منذ وفاة ابيه الى ان غادر كربلاء المقدسة، وكان فضل السيد محمد الشيرازي ببركة ابيه السيد مهدي، فضلا كبيرا وعظيما، لان السيد محمد الشيرازي في عصره من الطبقة التي جمعت بين القديم والحديث، فهو "يتكلم بهمة الشباب وعقلية الشيوخ" وكان يزن الأمور بميزانها الدقيق.
• وهل من ذكريات في المقام؟
ذهبت الى الكويت في سنة تسفيره وزرته في مكانه، وكنت حينها نازلا عند ال الدرويش، وقد أبلغني انه سيرد لي الزيارة في اليوم التالي، وقد أبلغت من كنت بضيافتهم فتعجبوا من ذلك، فقلت لهم لا تعجبوا من اخلاقه، وقد زارني مع (50) نفر من محبيه، وكان على علو منزلته كأحدهم وهو ما حبب عامة الناس فيه، كان مثلا في الاخلاق والتواضع، يعطف على الصغير ويحترم الكبير ويبتسم للقادم والذاهب.
وبعد سنة من لقائي به، ذهب والدي الى الحج عن طريق الكويت، فقلت له "اترجاك ان نزور السيد محمد الشيرازي"، فقال "نبهتني جزاك الله خير"، ووالدي كان أكبر سنا بكثير من السيد الشيرازي، وهو امام جامع براثا والوكيل العام للسيد محسن الحكيم في بغداد.
وبالفعل ذهب ورجع من الحج، ولما سألته عن تلبية الزيارة أبلغني بان وصيتي قد نفذها في زيارة السيد الشيرازي بمجرد وصوله الى الكويت.
وانطوت السنين ولم التقِ مع السيد الا في السنة التي سمح فيها للعراقيين ان يذهبوا الى إيران بعد الحرب الظالمة (حرب الخليج 1980-1988)، وقد دعاني السيد جواد الشهرستاني نجل السيد عبد الرضا الشهرستاني، وكان يصدر مجلة "الأسئلة والاجوبة" للسيد الشيرازي، لزيارة الامام الرضا عليه السلام وقم المقدسة، فقلت له بشرط واحد وهو "ان أزور السيد محمد الشيرازي" فأكد لي أنى أستطيع زيارة السيد وعند وصولي جاء لزيارتي في سكني المرجع الكبير السيد "صادق الحسيني الشيرازي"، حفظه الله، مع وفد كبير من ال الشيرازي (40 نفر تقريبا)، وقال لي "يسلم عليك الأخ السيد محمد ويقول انا محجوز منذ أكثر من 20 سنة، ولو سمح لي بالخروج لجئت الى زيارتك" فقلت لسماحة السيد صادق الشيرازي "انا غدا أزوره".
وبالفعل ذهبت لزيارة سماحة السيد، وكانت زيارتي له في الثاني من شعبان، في سنة وفاته، وحينما زرته في بيته، كانت جلسة ولقاء طويل جمعني به، وبعدها كان الوداع والفراق.
• وكيف تلقيت نبأ وفاته؟
جاءني أحد طلبتي ممن يدرس الدكتوراه وأبلغني بانه سمع نبأ حزين بثته اذاعه لندن قبل قليل، فقلت ما هو هذا الخبر؟
فقال ان الإذاعة قد نقلت ان السيد محمد الشيرازي وافته المنية. كان الخبر كالصاعقة وأسقط ما في يدي واذكر أنى سمعت هذا الخبر في 2 شوال، أي ثاني أيام العيد.
في تلك الاثناء بقيت مترددا، هل الخبر صحيح ام مجرد إشاعة، فخرجت مبكرا الى السيد السيستاني، فكان في استقبالي ولده العلامة السيد محمد رضا السيستاني، وعندما أبلغته الخبر أكد لي صحته، وانه سمعه من الإذاعة الرسمية وباللغة الفارسية.
حينها دخلت على السيد السيستاني (أدام الله عزه) وعظمت اجوره، وقد وجدته في غاية التأثر لخبر رحيل السيد الشيرازي، وكان يعلم مدى علاقتي بالسيد الشيرازي. وقد الفت كتابي "قادة الفكر الديني والسياسي في النجف الأشرف" ذكرت فيه السيد الشيرازي واهميته العملية.