واحُسيناه.. صرخة الوعي

آراء حرة
1195
2018-09-19 آخر تحديث :2018-09-19 10:14

بهذهِ الصَّرخةُ تمتلئ أَقطارُ الأَرْضِ وآفاقُ السَّماءِ ظهيرة يوم العاشِر من المُحرَّم من كلِّ عامٍ وهو الزَّمن الذي استُشهدَ فِيهِ الحُسين السِّبط في كربلاء عام ٦١ للهجرة وهوَ يُنادى نداءهُ المشهُور (أَلا هلْ مِن ناصرٍ ينصُرنا؟).

بهذهِ الصَّرخةُ تمتلئ أَقطارُ الأَرْضِ وآفاقُ السَّماءِ ظهيرة يوم العاشِر من المُحرَّم من كلِّ عامٍ وهو الزَّمن الذي استُشهدَ فِيهِ الحُسين السِّبط في كربلاء عام ٦١ للهجرة وهوَ يُنادى نداءهُ المشهُور (أَلا هلْ مِن ناصرٍ ينصُرنا؟).

لم يقصُد الإِمامُ الشَّهيدِ بالنِّداء نُصرتهُ جسديّاً فالذين كانُوا يسمعونَ النِّداء لحظتها هُم من الذين {خَتَمَ اللَّهُ على قُلُوبِهِمْ وعلى سَمْعِهِمْ ۖ وعلى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} إِنَّما قصدَ بهِ نُصرة القِيَم والمبادئ السَّماوية التي ضحَّى من أَجلِها بالغالي والنَّفيس وعلى مرِّ التَّاريخ حتى وصلَ إِلينا الْيَوْم!

للصَّرخةِ هذه معنيانِ:

 أ/ إجابة النِّداء بالقَولِ (لبَّيكَ داعيَ الله.. إِن كانَ لَمْ يُجبكَ بَدني عِنْدَ استغاثَتِكَ، ولِسانِي عِند استنصارِكَ، فقَد أَجابكَ قلبي وسَمعي وبَصري ورَأيي وهَواي).

ب/ الأَسى والأَسف والأَلم على ما حلَّ بالإِمام الشَّهيد في مثلِ هذا الْيَوْم بالقَولِ (يا اَبا عَبْدِاللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ اَهْلِ الاْسْلامِ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِي السَّماواتِ عَلى جَميعِ اَهْلِ السَّماواتِ).

والمعنيان على نوعين هما:

   أ/ تارةً تَكُونُ صرخةً واعيةً.

   ب/ وأُخرى تَكُونُ لقلقةُ لسانٍ وصُراخٌ مع الصَّارخينَ!

 

   إنَّ الاستجابةُ للنِّداءِ تَكُونُ من خلالِ:

   *وعي المُنطلقات والأَهداف والأَدوات التي تحقَّقت مِن أَجلها وبِها عاشوراء.

   *فهمُ القِيم الإِنسانيَّة التي ضحَّى من أَجلِها الحُسين السِّبط عليه السلام.

   *استيعاب الخطأ والخَلل الذي أُصيبت بهِ الأُمَّة في ذَلِكَ الوقت والذي دفعَ بالحُسين السِّبط أَن يخرُجَ على الحاكمِ والنِّظام السِّياسي برُمَّتهِ.

   *إِدراك العوامل والأَسباب التي أَنتجت ذلك الموقفِ المُتخاذل في الأُمَّة منذُ لحظة اعتلاء الطَّاغية الأَرعن يزيد بن مُعاوية سدَّة الحُكم وحتَّى استشهادِ الحُسين السِّبط والذي يدلُّ عليهِ بشَكلٍ واضحٍ عدد شُهداء كربلاء!

   *التَّفكير دائِماً للإِجابةِ على السُّؤال التَّاريخي:

كيفَ يمكنُ أَن تكونَ عاشوراء مدرسةً لنا لتحقيقِ التَّغيير المرجو والإِصلاح المُنتظر؟!

إِذا وعَينا الجوابِ فسنكونُ من المنتظرِينَ لعصرِ الظُّهورِ المُقدَّس بِلا شِعاراتٍ فارغةٍ أَو انشغال بِلا معنى!

وإذا كانت عاشوراء هي الخطِّ الوحيد الواصِل بَين البِعثةِ الشَّريفةِ والظُّهورِ المُقدَّسِ فلا يمكنُ أَن نكونَ ممَّن يُمسِكُ بهذا الخيطِ الوحيد إِلَّا بالوعيِ والفَهم والاستيعاب والإِدراك والتَّفكير المشار إليه آنفاً.

 

بقلم: نزار حيدر 

اشترك معنا على التلجرام لاخر التحديثات
https://t.me/relations113
التعليقات