أفريقيا تشهد أكبر موجة تحول إلى المذهب الشيعي

وشا
2018-05-25

قال ياروسلاف تروفيموف، الكاتب في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية،

متابعات

قال ياروسلاف تروفيموف، الكاتب في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن المد الشيعي يتزايد في أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى، بسبب حالة “الاستقطاب” التي يشهدها العالم الإسلامي.

وذكر الكاتب في تقرير له، أنه “خلال الانتقال من فصل إلى فصل في مركز أهل البيت للغات، الذي يدريس اللغة العربية والإسلام، أشار مدير المركز أحمد التيجاني، إلى طلابه، قائلًا: هذا شيعي، وهؤلاء أيضًا من الشيعة، وهؤلاء لا يزالون من السنة".

وأشار التقرير إلى أنه “ذات يوم كان التيجاني واحدًا من المسلمين السنة، لكنه اتخذ خيار تغيير حياته من خلال التسجيل في أكاديمية مماثلة في مدينة دوالا الساحلية".

ومنذ اعتناقه المذهب الشيعي، قبل عقد من الزمن، تدرج هذا المعلم، البالغ من العمر 39 عامًا، في الدرجات الوظيفية، وأنشأ هذه المدرسة في “ياوندي”.

 

وأضاف التقرير أنه “في الوقت الحالي تشهد بعض المناطق الرئيسية للمسلمين السنة في القارة السمراء، أكبر موجة تحول من سنة إلى شيعة، منذ أن اعتنقت العديد من القبائل السنية في جنوب العراق المذهب الشيعي، في القرن الـ19.

ولفت إلى أنه “من الصعب الحصول علي الرقم الدقيق لعدد المتحولين للمذهب الشيعي، لكن في نيجيريا وحدها -الدولة الأفريقية الأكبر من حيث عدد السكان- هناك نحو 12% من سكانها المسلمين، البالغ عددهم 90 مليونًا، يعرفون أنفسهم بأنهم شيعة، وذلك بحسب دراسة أجريت مؤخرًا من قبل مركز بيو للأبحاث، وكانت نسبتهم صفر تقريبًا في عام 1980".

ووفقا لهذه الدراسة، تبلغ نسبة الشيعة في تشاد 21%، من إجمالي عدد المسلمين، و20% في تنزانيا، و 8% في غانا.

واعتبرت الصحيفة أن “هذا التغيير الديموغرافي، يحدث نظرًا لأن العالم الإسلامي يشهد استقطابًا على أساس طائفي.

وأوضحت الصحيفة أن “الموجة الشيعية في أفريقيا بدأت عام 1979، مشيرة إلى أن “واحدًا من أوائل المتشيعين كان الشيخ إبراهيم زكزكي، وهو واعظ من مدينة زاريا شمال نيجيريا، والذي اعتنق الإسلام الشيعي بعد انضمامه فترة لجماعة الإخوان المسلمين السنية".

لكن العلاقات بين الشيعة في نيجيريا والحكومة، ساءت بالفعل بشكل كبير، بعد وصول محمدو بوهاري -وهو مسلم سني- إلى السلطة، في أيار/ مايو 2015.

ولقي المئات من الشيعة، حتفهم، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، خلال الاشتباكات التي تلت ما وصفته الحكومة بـ”محاولة من قبل الشيعة لاغتيال رئيس أركان الجيش النيجيري".

وأشار الكاتب إلى أن “الغالبية العظمى من المسلمين السنة في نيجيريا ودول أفريقيا الأخرى، جنوب الصحراء، تتبع المنهج الصوفي الباطني، الذي يكره هذا النوع من التطرف الذي تنشره بوكو حرام، إلا أنه حتى قادة الصوفية هؤلاء يتزايد قلقهم من الاختراق الشيعي".

من جانبه، أوضح الشيخ عبد الدايم عبد الله عثمان، وهو رجل دين صوفي، يشرف على المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تشاد، أنه “بالنسبة للصوفيين العاديين، يعتبر التحول للمذهب الشيعي أمرًا سهلًا نسبيًا لأن التقاليد الصوفية تبجل عائلة النبي محمد، بينما تسبب الخلاف بشأن ما إذا كان علي بن أبي طالب وذريته، يجب أن يرثوا قيادة العالم الإسلامي، كما يعتقد الشيعة، في الشقاق الذي بدأ في القرن السابع مع السنة".

وأكد عثمان أنه "رفض مرارًا توسلات المؤسسات الإيرانية لإنشاء مدارس شيعية أو مساجد في تشاد".

وأضاف “إذا سمحنا لهم بموطئ قدم هنا سننتهي، لأن لديهم القدرات المالية، وسينضم الصوفيون بسهولة إليهم لأنهم يحبون آل علي".

اشترك معنا على التلجرام لاخر التحديثات
https://t.me/relations113
التعليقات