كثيرا ما يتبادر إلى الأسماع مصطلح مصحف فاطمة. وأول ما يحضر في ذهن المخالف لمدرسة أهل البيت عليهم السلام أن المصحف المقصود، هو قرآن آخر يعتقد به الشيعة وأنه مختلف عن القرآن الكريم.
والحقيقة أن هناك فارقاً كبيراً بين مصحف فاطمة عليها السلام والقرآن الحكيم، ومنشأ اللغط والالتباس هو الفهم المغلوط لكلمة مصحف.
فالمصحف في اللغة تعني "الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين" وذلك بحسب ما ورد في كتاب لسان العرب لابن منظور وغيره من معجمات اللغة العربية.
وبهذا التعريف يكون كل كتاب قد جُمعت وضُمّت أوراقه بعضها إلى بعض مصحفاً، ولا يقتصر هذا المسمّى على وصف القرآن الكريم فحسب.
ما هو مصحف فاطمة؟
إنه باختصار: بعد استشهاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله، نزل جبريل على فاطمة الزهراء عليها السلام ليواسيها ويعزيها في وفاة أبيها واستمر نزوله عليها لعدد من الليالي، وكان في كل ليلة يخبرها ببعض الأخبار عن أبنائها وذريتها وما سيحدث لهم في المستقبل، وكان زوجها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يسمع تلك الأحاديث فيدونها في أوراق، وفي النهاية جمع تلك الأوراق فتكوَّن ما يعرف باسم مصحف فاطمة عليها السلام.
ويروى أن الأئمة من ذرية فاطمة عليهم السلام جميعا قد توارثوا هذا المصحف كابرا عن كابر حتى آلَ إلى الإمام الثاني عشر عجل الله فرجه وسيخرج حين يخرج عليه السلام ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت جورا وظلما ومعه هذا الكتاب المعروف بمصحف فاطمة.