تظاهر مئات العراقيين أمام السفارة السعودية اليوم الثلاثاء، للمطالبة بإعادة إعمار أضرحة الأئمة الطاهرين عليهم السلام في بقيع الغرقد بالمدينة المنورة.
وفي تصريح لموقعنا قال السيد عارف نصر الله مسؤول العلاقات العامة للمرجعية الشيرازية وأحد منظمي التظاهرة: إن مئات العراقيين جاءوا اليوم معنا من كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وبقية المحافظات العراقية لاستذكار جريمة هدم البقيع التي ارتكبتها الزمر الوهابية التكفيرية قبل حوالي مئة عام.
واضاف: والجميع هنا يستنكر تلك الجريمة بحق المقدسات الإسلامية في المدينة المنورة كما يستنكر سكوت العالم عن مثل هذه الجرائم ضد آثار النبوة ومعالم الرسالة الخالدة.
ولفت إلى أن هذه المظاهرات بدأت منذ سنوات طويلة بتوجيه من المرجعية الشيرازية الرشيدة وستستمر حتى تحقق الهدف منها وهو إعادة بناء البقيع أو تسليمه لنا لنعيد بناءه ونحيي زيارته من جديد بإشراف مرجعيتنا الدينية أو بإشراف لجان دولية وحلحلة هذه المشكلة وإنهاء الأزمة بين شيعة ومحبي أهل البيت عليهم السلام والسلطات السعودية الحامية للفرقة الوهابية الضالة.
وذكر أن المرجع السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله هو من أعلن الثامن من شوال يوما لنصرة أئمة البقيع عليهم السلام وسماه اليوم العالمي للبقيع ورفع لواء المطالبة ببناء القبور المقدسة كما سبقه الإمام الشيرازي الراحل قدس سره وآباؤه والكثير من أفراد هذه الأسرة من المراجع والعلماء المشاهير.
المظاهرات انطلقت بقيادة موكب الولاء والفداء والفتح للبقيع وبإشراف ومشاركة مسؤول العلاقات العامة للمرجعية الشيرازية من كربلاء المقدسة إلى بغداد واحتشد المتظاهرون أمام السفارة السعودية رافعين لافتات المطالبة بإعادة إعمار جنة البقيع واستنكار جريمة هدمها التي اقترفها الوهابيون عام1925 بحجة حرمة بناء القباب على الأضرحة والتي شذوا بها عن جميع المسلمين الذين يقدسون تلك الأضرحة ويتبركون بزيارتها عملا بالسنة الصحيحة الثابتة عن النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين.
وقرأ المتظاهرون بيانهم الذي أدان الوهابية والراضين بفعلهم واستنكر الجريمة التاريخية بحق النبي وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام واشتمل على جملة من المطالب العامة والخاصة ودعوات للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والمرجعيات الدينية والأمم المتحدة واليونسكو وسائل الإعلام والكتاب والشعراء والمثقفين وشيوخ العشائر وجميع المسلمين من كل طوائفهم ومذاهبهم للضغط على السلطات السعودية من أجل المبادرة والإسراء بإنهاء هذا الملف وحل هذه القضية التي تمس مشاعر ملايين البشر في شتى أنحاء العالم.
وتحدث الشيخ أحمد اللامي عضو مكتب علاقات بغداد والذي تلا البيان عن أهمية البقيع والأضرحة الموجودة فيه من الناحية الروحية والتراثية والتاريخية وضرورة تجديد المطالبة بإعادة بنائه كل عام وفي مثل هذا اليوم الذي أصبح يوما عالميا لنصرة أهل البيت عليهم السلام مشيدا في الوقت نفسه بجهود موكب الإباء والفداء والفتح للبقيع ودوره في تنظيم هذه المظاهرات سنوياً.
ثم قرأ الشيخ رسول اللامي زيارة أئمة البقيع عليهم السلام وعقبها بدعاء تعجيل الفرج للإمام صاحب العصر وولي الأمر الحجة بن الحسن عليه السلام ومعاهدته على الاستمرار بالمطالبة بإعادة إعمار البقيع وعدم إهمال ذلك وفي كل الظروف والأحوال وما ضاع حق وراءه مطالب.
وبعد انقضاء المظاهرة اتجه الجميع إلى حسينية قصر الزهراء في الكاظمية المقدسة لتناول الغداء على شرف أئمة البقيع عليهم السلام ثم التوجه بعد ذلك لزيارة الإمامين الكاظمين عليهما السلام من ثم العودة إلى كربلاء المقدسة.
