خرج الآلاف من أبناء كربلاء المقدسة الأحد، في مسيرة حاشدة لمنع مظاهر الاحتفال غير اللائقة بليلة رأس السنة الميلادية.
وأفاد مراسلنا أن المسيرة التي نظمتها لجنة الدفاع عن قدسية كربلاء قد بدأت حركتها من جسر الضريبة باتجاه شارع فاطمة الزهراء عليها السلام المعروف محليا بشارع السناتر والذي يشهد كل عام احتفالات صاخبة واختلاطا بين الرجال والنساء ورقص وغناء ومظاهر أخرى مخلة ولا تنسجم مع هوية وواقع مدينة دينية مثل كربلاء المقدسة وتمثل انتهاكا صارخا للقيم والآداب التي تربى عليها الكربلائيون.
وأكد المراسل إن المسيرة حققت أهدافها وكسبت تعاطف الناس والتفافهم حولها وأثرت في الرأي العام الكربلائي واستجابت الحكومة المحلية لمطلبها.
ولفت إلى أن السيد عارف نصر الله مسؤول العلاقات العامة للمرجعية الشيرازية كان في طليعة المسيرة وأحد أبرز منظميها بوصفه أحد أكثر المطالبين بتشريع قانون يحفظ للمدينة قدسيتها ومكانتها الدينية والتاريخية.
وكان نصر الله قد صرح في مقاطع فيديوية انتشرت قبل أيام بأنه وجماعة كبيرة من وجهاء كربلاء قرروا أنهاء المظاهر الفاسدة التي ترافق الاحتفال برأس السنة الميلادية عادة وقال في أحد المقاطع: إن قدسية كربلاء أغلى من دمائنا.
وفي تصريح أخر انتشر عبر التواصل الاجتماعي قال نصر الله: لن نسكت بعد اليوم على هذه المفاسد وسنقف بوجه كل محاولة تدعو إلى طمس هوية كربلاء المقدسة وتمس مكانتها الدينية بحجة التقدم والتحرر.
وذكر في المقطع نفسه أن هناك مؤامرة مدروسة لتحويل كربلاء المقدسة إلى مدينة سياحية تعج بالمنكرات والفساد والاختلاط المحرم والرقص والغناء واللهو لمسخ هويتها ومحاربة شعائرها الحسينية ونحن لن نقف مكتوفي الأيدي بل سنتحرك وجميع الغيارى لإفشال هذه المخططات الشيطانية.
وأكد المراسل أن أصحاب المواكب والهيئات الحسينية كان لهم الدور الأكبر في تسيير المشاركين وتقديم الخدمات اللازمة للمسير منذ الانطلاق في الساعة التاسعة ليلا حتى الانتهاء قريب الفجر.
وأضاف: كما كان للوجهاء ورجال الدين المعروفين في كربلاء المقدسة حضورهم ومشاركتهم الفاعلة في المسيرة مع قراءة الأدعية وترديد العبارات الداعية إلى وجوب المحافظة على قدسية مدينة سيد الشهداء عليه السلام ومراعاة الأخلاق العامة.
وتابع: ومضت المسيرة مرددة هتافات النصرة للإمام الحسين عليه السلام والأهازيج ابتهاجا بمناسبة مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام التي تحل في هذه الأيام، وقد شهدت المنطقة وجودا واضحا للقوات الأمنية والحشد الشعبي والتي انتشرت في كل مكان تحسبا لوقوع أي خرق أمني أو تعرض للمواطنين أو مشاجرة جراء الازدحام.
وكانت الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة قد استجابت لمطالب الأهالي بوقف الانتهاكات المتكررة لقدسية المدينة وتقاليد أهلها وأعرافهم وشن المحافظ نصيف الخطابي على أثر ذلك حملة لرفع وإزالة مظاهر الاحتفالات برأس السنة الميلادية من الشوارع والأماكن العامة والمطاعم والمولات متوعدا بمحاسبة المخالفين.
