أوصى السيد عارف نصر الله مسؤول العلاقات العامة لمرجعية سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، الشباب بالتزام مبادئ الإمام الحسين عليه السلام وأهمها الإصلاح الاجتماعي وإقامة الواجبات الدينية.
وقال لدى استقباله، السبت، وفدا من طلبة بغداد: إننا يجب أن نتخذ الإمام الحسين عليه السلام نبراسا يضيء حياتنا ونجعل من مبادئه الإنسانية منهاجا نسير عليه، والعمل على تطبيق مبدأ الإصلاح الذي خرج لطلبه وضحى من أجله وهو محاربة الفساد بكل معانيه وصوره سواء كان الفساد السياسي أو الإداري أو المالي أو الأخلاقي وكذلك مبدأ إقامة الواجبات الدينية كالصلاة والصيام والحج والزكاة والخمس وسائر الفرائض الأخرى.
وتابع: ومن الضروري جدا للشباب في أعماركم الاهتمام بحضور المجالس الحسينية أو لا أقل الاستماع إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدتها بالفضائيات ولنتذكر جميعا أن الإمام الحسين عليه السلام وفكره وأهدافه يجب أن تكون حية حاضرة في كل مفاصل حياتنا فهو ليس شخصية تاريخية أدت دورها في زمانها وانتهت، بل إنه عليه السلام محور اهتمام الكون كله ومحط عناية الله تعالى والأنبياء والرسل والأوصياء في كل زمان.
وقرأ نصر الله رواية عظيمة وردت في كتاب البحار للمجلسي رحمه الله فقال: " ورد الخبر عن أهل العصمة أنه اذا قامت القيامة، و جمع الله الخلائق في المحشر، أعطي لكل كتابه بيده، ان كان فيه الحسنات فرح واستبشر، و ان كان فيه السيئات خجل منه فندم علي ما صنع، فيأتيه النداء من بين يديه و من خلفه: يا ملائكة العذاب خذوه الى نار جهنم، فيبقي متحيرا بينهم لا يستطيع كلاما و لا يرد جوابا.
فاذا النداء من قبل الله تعالي: قفوا يا ملائكتي بهذا العبد، فان له عندي أمانة، فيأمر الله العزيز الغفار أن اعطوا الأمانة لهذا العبد الحيران المذنب، فأنا أشتري منه هذه الدرة بأغلي ثمن دون قيمة، قال: فيقول الله تعالي للملائكة: أجمعوا كل الأنبياء و الأوصياء حتي يقوموا هذه الدرة بأحسن قيمة و أغلي ثمن.
قال: فعند ذلك تجمع الملائكة الأنبياء و الأوصياء، فيأتي النداء من قبل الله تعالي يا ملائكتي اعطوا هذه الدرة لآدم الصفي يقومها لعبدي المذنب، فيقدم آدم عليه السلام و يأخذ الدرة و يقول: الهي و سيدي أنت الكريم الغفار ذو الجلال و الاكرام، قيمة هذه الدرة أن تكفيه و تنجيه من نار جهنم، و عرصات الموقف و أهواله، فيقول الله جل جلاله: يا آدم قليل ما قومتها، يا ملائكتي اعطوها لنوح النبي يقومها، فيحضر لها نوح عليه السلام، فيقول: الهي يا كريم يا غفار قيمتها أن تكفي صاحبها شر الحساب و العقاب، و عطش القيامة و تبعاتها، و تنجيه من جميع أحوالها.
فيأتيه الجواب من قبل الله تعالي يا نوح قليل ما قومتها به، فيأمر الله تعالي بإحضار خليله ابراهيم عليه السلام أن يقوم الدرة، قال: فيقول ابراهيم عليه السلام: الهي و سيدي أنت القادر الكريم الرحيم قيمتها أن تسهل علي صاحبها أهوال القيامة، و تجعله في ظل عرشك، و تسكنه في جنانك و تعطيه من كرمك.
قال: و لم يبق نبي، و لا وصي، و لا ملك مقرب، الا وقومها، فيقول الله تعالي: قليل ما قومتموها به، و ما هذه قيمتها، الي أن ينتهي النبيون الي خاتم الأنبياء، و سيد أهل السماوات و الأرض، محمد صلي الله عليه وآله وسلم سيد الأنبياء و المرسلين، فيأتيه النداء من قبل الله تعالي: يا محمد أنت قوم هذه الدرة لهذا العبد العاصي بثمن غال و أغلي ما يكون، فأنا أشتريها منه، فعندها يقول رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: يا رب أسألك و أنت العالم بنطقي، ثم هذه الدرة التي أمرتني أن اقومها لهذا العبد العاصي من أين أتته؟ و من أين حصلت له؟ و في أي كسب رزقته اياها؟
فيقول الله تعالي: يا حبيبي يا محمد اعلم أن هذا العبد العاصي قد مر علي
جماعة و هم جالسون يذكرون مصاب الحسين عليه السلام، و يبكون و يندبون عليه، و ينوحون علي ما أصابه من القتل، و الضرب، والنهب، و السلب، و الأسر، و صلب الرؤوس في أسنة الرماح، و شهرة نسائه في كل بلدة و مكان، و بكي علي تقييد ولده و قرة عينه علي بن الحسين السجاد زين العباد، فبكي حتي خرج من عينه الدموع، و أمرت ملائكتي أن ينتفوا دموعه من خديه كلما جرت قطرة، فصورتها بقوتي و قدرتي هذه الدرة، و أمرت الملائكة أن يحفظوها، و جعلتها ذخرا له، و سببا لنجاته في هذا اليوم، فقومها يا حبيبي يا رسول الله.
فلما تم الكلام من العزيز العلام، خر النبي صلي الله عليه وآله و سلم ساجدا، و قال: يا رب العالمين، و يا مالك يوم الدين، و يا غافر المذنبين، أنت أكرم الأكرمين، و رحمتك سبقت غضبك علي المذنبين،، اذا كان هذا العبد العاصي حصل هذه الدرة التي لا نظير لها في دار الدنيا، و قد وجدت عند هذا العاصي بسبب بكائه علي ولدي الحسين بن علي بن أبي طالب و ابن بنتي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، و أنت قد تشفقت عليه بها، و أنت تريد أن تشتريها منه بأغلي ثمن، فيتباهي بالحسين بن علي، فأرسل له بأن يحضر في هذا المكان ودعه هو يقومها لهذا العبد العاصي، كما هو حصلها بسببه، كذلك هو يقومها له، و هو يعرف ثمنها غاية المعرفة.
فعند ذلك يأتي النداء من قبل الله تعالي يا ملائكتي أحضروا لي عبدي و حبيبي و قرة عين نبيي أبا عبد الله الحسين، ليقوم هذه الدرة لهذا العبد العاصي، حتي أغفر له و أدخله جنتي عوض ما حزن و بكي علي مصابه، و جرت دموعه لأجله، فصورت دموعه هذه الدرة من فضلي، و جعلتها سببا لنجاته من النار، فقومها يا أبا عبد الله، فانه من أهل النار، و كان قد عمل عملَ أهل النار مدة حياته.
فلما سمع الحسين عليه السلام هذا الكلام، نظر الي العبد و هو واقف بين يدي الملائكة الغلاظ الشداد، و ينظر الي الدرة و صنعها، فيقول لذلك العبد: لا تخف و لا تحزن و لا تجزع و أبشر و هو خجلان، فأتوني بها ملائكة الله و اذا هي صرة من الحرير أخضر من سندس الجنة معقودة، فيحل عقدها، فيراها درة في غاية الصفاء و نهاية الضياء، لم يوجد مثلها في خزائن الملوك و السلاطين، و لا ملكها أحد من المخلوقين، فيتعجب كل من يراها.
فيأتيه النداء من قبل الله تعالي بعها علي عبدي بأغلي ثمن، فأنا أشتريها منك، فانك حصلتها في دار الدنيا من دموع عينك و بكائك علي الحسين الشهيد العطشان نور عين رسول الله و ابن وليه و وصيه و ناصره، و سرور فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، و تأملت في ذلك المجلس، و بكيت و حزنت، و خرجت من عيونك الدموع، فاني أمرت الملائكة أن يحفظوها بقوارير الجنة، ولا يضيعوا منها شيئا حتي اجازيك بها يوم القيامة، فأنا الرب الكريم الغفار، كرامة لابن الرسول الأواب، وابن ساقي يوم الحساب علي بن أبي طالب.
فعند ذلك يأمر الله الحسين عليه السلام فيقول له: قوم هذه الدرة لهذا العبد الزائر و الباكي عليك بثمن غال، فيقول الحسين: يا رب قيمة هذه الدرة أن تنجي صاحبها من جميع الأهوال، و العبور علي الصراط، و تدفع عنه كل عذاب و حساب و عطش، و قيمتها أن تسقيه من حوض الكوثر شربة لا ظمأ بعدها، و تدخله الجنة، و تجعل قصره مجاورا لقصري، و لمن أنفق ماله، و اتعب نفسه و زار قبري، و أحبني، و أقام عزائي و ذكري و ذكر قتلي و مصيبتي. فيأتي الجواب من الله تعالي: يا حسين اني قبلت ما ذكرت وأعطيتك ما تريد، فافعل ما شئت، فأنت الشافع وابن الشافع له و لمن تريد، و الحمد لله رب العالمين.
ثم قدم مسؤول العلاقات العامة للمرجعية الشيرازية الرشيدة نصائح يمكن تحويلها إلى برامج وفعاليات للشباب.
فيما قدم الطلبة واستاذهم المرافق لهم التربوي الأستاذ علي السراي شكرهم وامتنانهم له على حسن الاستقبال والضيافة والحديث النافع معاهدين الإمام الحسين عليه السلام على التمسك بنهجه وخدمة قضيته وزواره والتضحية من أجل ذلك بالغالي والنفيس.
يذكر أن وفد الطلبة الزائرين قد تكون من مدارس عدة في بغداد وقد اجتمعوا تحت لواء موكب الفكر الإسلامي بإدارة وإشراف الأستاذ علي السراي.