بحضور ثلة من طلبة العلوم الدينية والوجهاء والمؤمنين، أحيا مكتب العلاقات العامة، اليوم الأحد، ذكرى استشهاد نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله.
بدأ برنامج الإحياء بتلاوة عطرة في كتاب الله العزيز القرآن ثم قراءة زيارة النبي صلى لله عليه وآله، وزيارة عاشوراء ثم ارتقى المنبر الخطيب الحسيني الشيخ زكي البياتي، متحدثاً عن سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، ومناقبه الكثيرة التي لم يشاركه فيها أحد من البشر على الإطلاق.
واستهل البياتي حديثه بالآية الشريفة 144 من سورة آل عمران(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ ۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْـًٔا ۗ وَسَيَجْزِى ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ) مبيناً أهم الخصائص الروحية المزايا التكونية لشخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، ومن ذلك صفة حبيب الله التي جمعت كل صفات الأنبياء السابقين وفاقتها وجعلته الأقرب إليه تعالى بدلالة قوله(دنا وتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) حتى أنه تعالى خلق الخير كله من نور نبيه الخاتم واختصه بالشفاعة والاستجابة والولاية فقرن ذكره به في الأذان فأينما ذكر الله ذكر معه الرسول.
وقدم الخطيب رؤية أئمة أهل البيت عليهم السلام للأحداث التي سبقت شهادة جدهم وما رفق ذلك وما تلاه من انقلاب على وصيته وهجوم على دار بضعته فاطمة الزهراء وإقصاء لزوجها أمير المؤمنين علي عليهما السلام.
وقال: إن الناس ارتدت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا النفر القليل منهم، وبذلك خسرت الأمة أكبر استحقاقاتها في تطبيق المنهج الإلهي وهو الإمامة الهادية إلى سبل الخير والحق والفضيلة والتقدم والازدهار وجرت على إثر ذلك الويلات والحروب وتسلط حكام الجور على رقاب الناس وانتشار الفساد والظلم والرذيلة.
وتابع: وشيئا فشيئا لم يبق من الإسلام إلا اسمه بسبب سياسات البطش والتنكيل إلى جانب عمليات التجهيل والتسطيح الفكري والانغماس في الماديات والشهوات والاهتمام بإقامة البنيان على حساب الإنسان وبالتالي عاشت الأمة فراغا هائلا وضياعا كبيرا منذ رحيل المصطفى صلى الله عليه وآله وإلى يوم الناس هذا.
وعرج الخطيب البياتي على مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام مبيناً ما جرى عليها من مصائب وكيف أن القوم سلبوها حقها في ميراث أبيها وأرض فدك التي أنحلها إياها وهجموا على دارها وجمعوا الحطب عند بابها ليحرقوها ثم ضغطوها بين الباب والحائط فكسرت أضلاعها وسقط جنينها وبقيت تئن وتبكي الليل والنهار على فقد أبيها النبي حتى تذمروا من بكائها وأخرجوها من المدينة إلى أن استشهدت وهي غاضبة عليهم وأوصت أن تدفن سرا وأن يعفى قبرها ويخفى إلى ظهور ولدها المهدي عجل الله فرجه الشريف.
هذا واختتم المجلس بدعوة الحاضرين إلى مأدبة النبي صلى الله عليه وآله للتبرك والاستشفاء بطعام الغداء.