مظاهرة حاشدة للمطالبة بإعادة بناء البقيع

احتشد مئات المواطنين من أهالي كربلاء المقدسة في "موكب الولاء والفداء والفتح"، إلى المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد للتظاهر السلمي وتجديد المطالبة بإعادة بناء مراقد أئمة أهل البيت عليهم السلام في البقيع الغرقد بالمدينة المنورة. وصرح السيد عارف نصر الله، مسؤول العلاقات العامة لمرجعية آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله: إن مئات الكربلائيين من وجهاء وشيوخ عشائر وعلماء دين ومثقفين وشباب، تجمعوا اليوم الثامن من شوال، بعد رحلة انطلقت إلى العاصمة بغداد لتنظيم مظاهرة سلمية ووقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية لتجديد المطالبة بإعادة إعمار جنة البقيع في المدينة النبوية المنورة. وقال نصر الله: إنه "ومنذ سنين أعلن المرجع الشيرازي دام ظله يوم الثامن من شوال يوما عالميا لنصرة أئمة البقيع ففي هذا اليوم وقع الاعتداء الوهابي الغاشم على قبور أربعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام وقبور بعض زوجات النبي صلى الله عليه واله، وعدد من الصحابة الأجلاء والأولياء الصالحين والمؤمنين وذلك بتهديمها وتسويتها مع الأرض كلياً بحجة حرمة تشييد القباب على الأضرحة المشرفة أو اتخاذها مساجد لله تعالى. وأضاف: "ونحن نتظاهر في مثل هذا اليوم من كل عام بهدف الضغط على الحكومة السعودية ودعوتها للتعقل واحترام مشاعر الملايين من المسلمين والحفاظ على آثار النبوة في أرض الحجاز ومنها جنة البقيع وعدم المساس بمقدسات المسلمين تحت أي ذريعة كانت". وبين نصر الله: "إن مطالبنا المشروعة والتي تلوناها في بيان وأمام سفارات الدول ومقر الحكومة العراقية بحضور وسائل الإعلام تتلخص بوجوب إعادة إعمار مراقد البقيع والسماح للحجاح والزوار بالتبرك بها والدعاء إلى الله تعالى عندها وليس هذا من الشرك في شيء وعليه جرت سنة الأئمة والفقهاء والعلماء والصالحين من هذه الأمة المرحومة". مشيرا إلى أن "التظاهر نوع من الاستنكار والإدانة والرفض لمصادرة حرية المعتقد واستفزاز مشاعر أتباع المذاهب الإسلامية بمنعهم من تشييدها وزيارتها وإقامة مراسمهم الخاصة في المناسبات المختلفة عندها”. وأكد مسؤول العلاقات العامة للمرجعية الشيرازية، "إننا مستمرون في إحياء هذه الذكرى سنويا بالطرق السلمية ولن نتوقف حتى بناء البقيع”. ولفت إلى أنه "في السنوات الماضية كان المتظاهرون يتجمعون على الحدود العراقية السعودية ويناشدون الرأي العام الدولي والمحلي بالتدخل وممارسة الضغط على السلطات السعودية والتعاطف مع مطالبهم المشروعة ولكن منذ العام الماضي قرر الجميع نقل التجمهر إلى بغداد وبالضبط عند مدخل السفارة السعودية ومجلس الوزراء العراقي في المنطقة الخضراء ولعلهم يستجيبون". ونقل موفدنا إلى موقع التظاهرة أن جموع المطالبين ببناء البقيع قد توجهوا بعد تلاوة بيانهم إلى مدينة الكاظمية للتشرف بزيارة الإمامين موسى بن جعفر ومحمد الجواد عليهما السلام ثم إقامة مجلس عزاء استذكاراً لمظلومية أئمة البقيع والتشرف بمأدبة الغداء على شرفهم ثم العودة إلى كربلاء المقدسة”. وتضم جنة البقيع في المدينة المنورة مراقد أربعة من أئمة أهل البيت هم: الإمام الحسن السبط والإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق عليهم السلام. وقد تعرضت للهدم والإزالة التامة على أيدي الحكام السعوديين إثر صدور فتاوى من شيوخ الوهابية المخرفين بوجوب تهديم القباب المشيدة على قبور الأنبياء والأئمة والأولياء الصالحين وعدم جواز التبرك بزيارتها والدعاء إلى الله تحتها واعتبار هذه الممارسات شركا بالله عز وجل من دون علم أن دليل معتبر عند علماء المسلمين. ومنذ أكثر من تسعين سنة يطالب الشيعة بإعادة إعمار تلك المقبرة والحفاظ عليها كجزء من آثار النبوة وتراث الإسلام رغم تجاهل السعوديين هذه المطالبات والاستخفاف بمشاعر المسلمين بل وتكفيرهم.