زار مسؤول العلاقات العامة لمرجعية آية الله العظمى سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، الثلاثاء، المدرسة العلمية الجعفرية في سامراء المقدسة.
وأفاد مراسل الموقع أن مسؤول العلاقات العامة السيد عارف نصر الله، اطلع خلال زيارته المدرسة العلمية الجعفرية في سامراء المقدسة على مجمل الأوضاع والشؤون الإدارية والعمرانية فيها.
وأضاف: والتقى نصر الله عدداً من الوجهاء والشخصيات الرسمية والشعبية والقائمين على إدارة المبنى وخدمته وجرى الحديث حول أهمية هذه المدرسة العلمية التي وحدت المسلمين تحت راية الدين الحنيف والوطن العزيز وكانت منذ تأسيسها مصدر إشعاع فكري وأخلاقي ومنبراً للتوجيه والوعظ وجامعة علمية تخرج فيها كبار العلماء.
وتابع: أن نصر الله استذكر مع الحاضرين بعض المواقف التاريخية لمرجع الأمة في عصره المجدد السيد الميرزا محمد حسن الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته، والتي شهدتها هذه المدرسة العريقة وقال: "إنها آخر ما ينسب في سامراء المقدسة لذلك المرجع العظيم" وأنه "ما تزال هناك شجرة غرسها السيد المجدد بيده الشريفة في هذا المكان".
ويذكر أنه "لما هاجر السيد الميرزا محمد حسن الحسيني الشيرازي إلى سامراء لمجاورة الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام عام 1291هـ وأقام حوزته العلمية بالقرب من مشهدهما المقدس قدم العديد من الخدمات الجليلة لهذه المدينة التي لم تكن في تلك الأيام إلا بلدة صغيرة ومعظم بيوتها من الطين فصرف أموالاً طائلة لبناء جسر خشبي على ثمانية وأربعين قارباً وصل به ضفتي دجلة، كما بنى سوقاً كبيراً ودوراً كثيرة وحماماً للرجال وآخر للنساء وأماكن لإيواء الزوار وغير ذلك.
وبحسب المؤرخين فإن المجدد الشيرازي بنى هذه المدرسة المعروفة بالجعفرية في عام 1308هـ على أرض مساحتها ثلاثة آلاف متر مربع وجعلها لإسكان طلاب العلوم الدينية الوافدين من كل بقاع الدنيا.
وعرف مؤسس هذه المدرسة والجد الأعلى لأسرة آل الشيرازي العلمية الدينية الكريمة المرجع السيد محمد حسن بالمجدد الشيرازي تثمينا لجهوده الكبيرة وإسهاماته العديدة في مختلف العلوم الدينية وخاصة الفقه والأصول.
كما عرف بفتواه الشهيرة بتحريم التنباك التي خلصت إيران من براثن الشركات الاحتكارية للاستعمار البريطاني وحررت اقتصادها من ربقة التبعية.
والمجدد الشيرازي الثائر على الفساد كان مثالاً يحتذى به في حفظ الحرمات ورعاية مقتضيات الأخوة الإسلامية بين أتباع المذاهب المختلفة، وعدم السماح للأجنبي أياً كان بالتدخل في شؤون المسلمين وبذلك أصبح ملاذ الجميع وموضع تقديرهم واعتزازهم وصار أمره نافذاً بينهم.
وكان مراجع النجف الأشرف يولون اهتماماً كبيراً بمدرسته التي شيدها في سامراء المقدسة ويصرفون في تعميرها وعلى طلابها ما يتيسر لهم من الحقوق الشرعية.
وهكذا استمر الحال حتى اندلاع الانتفاضة الشعبانية عام 1991م في محافظات الوسط والجنوب فاستغل ذلك جماعة من الجهال والمغرضين فهجموا على المدرسة ونهبوا ما فيها وأهمها مكتبتها الثمينة الزاخرة بالمخطوطات النادرة والمطبوعات القديمة ثم هدموها ولم يبقوا لها أثراً إلا الشجرة الكبيرة التي غرسها المجدد بيده الشريفة.
وتشير المصادر إلى أنه "صدر في عام 1994 م قرار حكومي بمصادرة أرضها لحساب وزارة الأوقاف السابقة وبقيت كذلك حتى عام 2015م حيث تم تسجيلها باسم ديوان الوقف الشيعي.
ويشتمل بناء المدرسة الحالي على طابقين وباحة كبيرة. وفيها ثلاثة وثلاثون غرفة لسكنى الطلاب وقاعات للدرس والمباحثة ومصلى ومكتبة بالإضافة الى المطبخ والمطعم وغيرها من الملاحق الخدمية والإدارية التي بنيت وفق الطرز العمرانية الإسلامية الجميلة.