ألقى مسؤول العلاقات العامة لمرجعية آية الله العظمى سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، كلمة حول الشهادة ومنزلة الشهداء عند الله تعالى، وذلك في حسينية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في العاصمة البريطانية لندن.
وقال السيد عارف نصر الله في كلمته التي ألقها خلال المجلس التأبيني لشهداء القطيف: "إن الشهداء حفظوا لنا بدمائهم الزكية تاريخ الرسالة منذ بداية الدعوة الإسلامية حتى الآن، ولذلك تجد أن للشهداء منزلة عظيمة وكرامة فريدة عند الله تعالى ورسوله والأئمة عليهم الصلاة والسلام".
وتابع: "وقد جاء في الحديث الشريف أن "الشهداء أمراء الجنة" وعن الإمام علي عليه السلام ما مضمونه "فوق كل ذي برٍ برٌ حتى يقتل المرء في سبيل الله فليس فوقه بر" وكفى للشهيد أن رؤيته بريق السيف يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأن قطرة من دم الشهيد تسقط على الأرض يغفر له فيها ذنبه وقبل أن تستقبله الأرض تستقبله الحور العين إلى غير ذلك دلائل على عظمة الشهيد ومنزلته عند الله ورسوله وأهل البيت صلوات الله عليهم".
وذكر: "إن حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة كما أشارت بعض الروايات فكيف بالمؤمن الشهيد في سبيل الله المضحي بأغلى ما عنده وهي روحه ودمه؟! من هنا تتضح المكانة التي حظي بها الشهيد ويتضح معنى الشهادة".
وقال نصر الله: "نعم.. لن تموت أمة تعظم شهداءها.. فهنيئا لهذه الكوكبة من الشهداء التي قدمها التشيع.. هم ثلة مباركة شباب وأطفال ذبحوا صبرا وهم مستبشرون بالموت راضون بقضاء الله وقدره شاكرون له على فضله ومنه.. لقد ذكرونا بالطف وكربلاء".
وتساءل قائلاً: "أتعلمون شبابا مجاهدين كشباب الشيعة؟ اسمعوا إلى ما قاله أحدهم واسمه الشهيد منير.. يقول الحمد الله رب العالمين أنا راض بقدر الله مهما كان وراجيا خيرا ومتفائل جداً".
وعلق موضحا: "إنه متفائل ومتفاني في الدفاع عن التشيع.. هؤلاء الشباب في عصر الانترنت والتحلل الأخلاقي وشيوع الفساد هكذا يتكلمون".
واستدرك نصر الله متسائلا: "ولكن هل يكفي أن نستنكر؟ أن نصعد المنبر ونذكرهم ثم نذكر مصيبة الحسين عليه السلام ونختم وننزل؟ هل يعقل أن الله تعالى أراد بنا هذا الهوان؟ ماذا صنعنا ونصنع للدفاع عن حقوقنا والحفاظ على حياتنا؟ إلى متى نبقى بانتظار الذبح؟ هل ناقشنا وخططنا ووضعنا برنامجا يحقن دماءنا ويدافع عن التشيع والشيعة؟ في العراق أو السعودية أو البحرين أو اليمن أو أي مكان آخر؟ هل كتب الله علينا الشهادة فقط ولم يكتب لنا أن نعيش ونبني ونطور أنفسنا ونصون حقوقنا؟".
وأكد مسؤول العلاقات العامة للمرجعية الشيرازية في كلمته إنه "لولا زينب والخطة التي وضعها الحسين عليهما السلام لضاعت نهضة عاشوراء وانتهت ولكن الحسين عليه السلام وضع البرنامج وضمن تنفيذه فقال: شاء الله أن يراهن سبايا.. إذن هناك مراجعة ومتابعة وتخطيط، بهذه اكتمل المشروع الحسيني".
ولفت قائلا: "انظر لجميع الطوائف والأديان والمذاهب كم يسقط منها ضحايا ثم انظر إلى الشيعة.. هل هناك مقارنة؟ لماذا؟ وماذا ننتظر؟ هل ننتظر من ترامب أن يعطينا حقنا؟ 1800 شهيدا في سبايكر وآلاف في سجن بادوش ومثلث الموت والقائمة طويلة جدا.. متى يكون لدينا شعور بالمسؤولية؟ لماذا لا يكون لنا برنامج للدفاع عن أنفسنا؟ منابرنا لماذا لا تصرخ مطالبة بحقوقنا؟ بوقف القتل المستمر؟".
وأكد نصر الله: "إن هذا بسبب ابتعادنا عن الدين.. النبي صلى الله عليه وآله قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداَ.. وأكاد أجزم إننا لم نتمسك بالثقلين وهذه النتيجة".
يذكر أن حسينية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في العاصمة البريطانية لندن وعدد من المنظمات التابعة للمرجعية الشيرازية، أدانت الجريمة البشعة التي أقدم عليها حكام بني سعود الأسبوع الماضي بإعدام 33 مواطنا كلهم من أبناء الطائفة الشيعية وسط صمت دولي مطبق.