استنكر مكتب العلاقات العامة لمرجعية آية الله العظمى سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء، جريمة الإعدام الجماعي التي نفذتها السلطات السعودية، الثلاثاء الماضي، بحق 37 مواطناً على خلفية انتمائهم للطائفة الشيعية.
وقال في بيان صدر عنه أمس: "إن على المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكل الأحرار في العالم التصدي لمثل هذه الجرائم واعتبارها جرائم إبادة تمارس بشكل منظم ضد شعب المنطقة الشرقية الأعزل لمجرد انتمائه للمذهب الشيعي".
ودعا البيان الإعلام الحر بوسائله المتعددة إلى "ضرورة كشف الحقائق وفضح جرائم النظام السعودي الوحشي وعدم الوقوف للتفرج على ما يحدث من فظائع وفجائع".
كما ذكر البيان أن "هذه ليست المرة الأولى التي يستهين بها النظام الوهابي السعودي بدماء الأبرياء وينتهك القوانين والأعراف الدولية والحقوق الإنسانية بل إن له سجلاً إجراميا حافلاً بالانتهاكات الصارخة".
على الصعيد نفسه قال السيد عارف نصر الله مسؤول العلاقات العامة لمرجعية آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في تصريح للصحافة: "إننا إذ ندين بشدة هذه الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام السعودي البربري بحق أبناء شعبه والشيعة بصورة خاصة، ندعو محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة رايتس ووتش وغيرها إلى اتخاذ موقف حازم لوقف التجاوز على حياة الناس والاستخفاف بأرواحهم".
وقال: "أما السعودية وقد بلغت ما بلغت من الغطرسة والطغيان بسبب استعمالها المال السياسي والرشى حتى انتهكت كل الحقوق فإن لها يوماً لا يعلمه إلا الله تعالى ومصيرا أسود بانتظار مهلكة آل سعود أذناب اليهود وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
من جهتها رأت منظمة العفو الدولية، أن الإعدام الجماعي الذي نفذته السعودية ما هو إلا مؤشر مروع على أنه لا قيمة لحياة الإنسان لدى السلطات التي تستخدم عقوبة الإعدام، بشكل منتظم، كأداة سياسية لسحق المعارضة من الأقلية الشيعية في البلاد.
وأضافت العفو الدولية "يعدّ إعدام السعودية لـ37 شخص في أعقاب محاكمات جائرة بحقهم والحكم على عبدالكريم الحواج بالإعدام على خلفية جرائم ارتكبها عندما كان دون سن الـ18 انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".
ولفتت إلى أن "السعودية من الدول الخمس الأوائل في العالم التي تنفذ عمليات إعدام وقد نفذت منذ بداية العام 104 عملية إعدام" مؤكدة إنها "تناهض عقوبة الإعدام في جميع الأحوال دون استثناء، بغض النظر عن طبيعة الجريمة، أو صفات المذنب، أو الأسلوب الذي تستخدمه الدولة في إعدام السجين".
إلى ذلك طالبت منظمة "شيعة رايتس ووتش" محكمة الجنايات الدولية بالمبادرة "للتحقيق في أحكام الإعدام الأخيرة بحق العشرات من المواطنين الشيعة في السعودية، والتعامل معها كعمليات إبادة جماعية تستهدف الأقلية الشيعية في البلاد بهدف ترهيبها وكل من يسعى الى التعبير عن رأيه والمطالبة بحقوقه المشروعة لنيل الحرية والانعتاق من الاستبداد الذي تمارسه السلطات الحاكمة".
وقالت المنظمة في بيان لها: "وبحسب الاسماء المعلنة عمن تعرضوا لعمليات الاعدام الجماعي، يتبين ان غالبيتهم ينتمون الى المناطق الشيعية الشرقية، ما يؤكد تبني السلطات الحاكمة سياسة القمع والعنف في التعامل مع المطالب المشروعة بالإصلاح السياسي والاقتصادي بعد تفشي الفساد الحكومي في مؤسسات الدولة وهيمنة العائلة المالكة على مقدرات ومفاصل الدولة منذ عقود".
وتابعت شيعة رايتس ووتش: "إن المنظمة إذ تعرب عن إدانتها الشديدة لتلك الانتهاكات بحق المدنيين الابرياء على خلفيات طائفية ضيقة ما يجعلها ترتقي الى مستوى جريمة ضد الانسانية، تدعو المجتمع الدولي وهيئاته الحقوقية والانسانية الى ادانة تلك الجريمة، والتحرك الفوري للتقصي والتحقيق حول حيثياتها وملابساتها، منعاً لمزيد من تمادي السلطات السعودية في التنكيل والتعسف بحق الشيعة وسائر الاقليات الاخرى".
واستنكرت حسينية ال ياسين عليهم السلام التابعة للمرجعية الشيرازية في مدينة سيدني الأسترالية، عملية الاعدام الجماعي بحق 37 شخصا من قبل السلطات السعودية.
وقالت الحسينية في صفحتها على الفيس بوك، انها تستنكر هذا العمل الاجرامي من قبل آل سعود، داعية العلي القدير ان يحشر جميع الشهداء مع سيد الشهداء الامام الحسين سلام الله عليه.
وأعربت العديد من الجهات الدينية والهيئات والأحزاب السياسية الشيعية في شتى أنحاء العالم عن سخطها وإدانتها لجرائم النظام السعودي بحق الأبرياء الشيعة مطالبة المجتمع الدولي للتدخل ومنع استمرار مسلسل الدم في هذا البلد الذي يدعي كذباً الدفاع عن الرسالة المحمدية السمحة وشريعته الغراء.