أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله إنّ عراق اليوم وعراق الغد بحاجة إلى إدارة تتعلّم من عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه سياسة الحكم العادل الرشيد.
وقال في كلمة له، الثلاثاء، بين جمع من المواكب الحسينية وعدد من مسؤولي العتبة الحسينية المقدسة: "تكفي المظالم التي مرّ العراقيون بها في العقود الخمسة الأخيرة، فالشعب العراقي أعطى الألوف وعشرات الألوف من التضحيات، وتعرّض عشرات الألوف من أبناء العراق البررة إلى أشدّ أنواع التعذيب".
وتابع: "ومسؤولية الخلاص من المظالم تقع على عاتق الجميع. فعلى كل رجل وامرأة، وعالم وموظّف، وكلّ أستاذ وطالب، وكل معلّم وتلميذ، وعلى العشائر الغيورة على الجميع أن يتعاونوا ويتكاتفوا".
وقال دام ظله: "لا يجب أن نلقي اللوم والمسؤولية على هذا وذاك، فهذه المسؤولية مسؤولية الكل، أي ليحاول الجميع ويسعى إلى إصلاح العراق، حتى يكون عراق الغد نموذجا في التاريخ المعاصر كما كان في زمان الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه".
مستدركا: "بلى، إنّ الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه ليس بيننا اليوم، ولكن سيرته موجودة وتاريخه موجود ولا بد أن نسعى لإحياء سيرته كما أراد الإمام الحسين حين أعلن إبان نهضته المباركة أنّه يريد أن يحيي سيرة رسول الله وسيرة عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين".
وذكر سماحته: أنه "قبل قرابة ألف سنة، كان على نهر دجلة أربعون سداً مائياً، وهذا الأمر لم تجده في العراق اليوم ولا حتى قبل خمسين سنة، بلى كان منه القليل قبل قرابة ستين سنّة، علماً انّ بناء السدود قبل ألف سنة لم يكن بالهيّن والسهل كما الآن، وكانت تلك السدود تمد المناطق من الموصل إلى بغداد بالماء لتكون مزروعة كلّها".
وأضاف المرجع الشيرازي في كلمته: أن "التاريخ يذكر أن كل من كان يسافر من بغداد إلى البصرة كان يسمع صياح الديكة على طول الطريق ما يعني أن كل تلك المناطق والقرى كانت مأهولة وعامرة ومزروعة وعندما تكون الأرض مزروعة فسيكون المناخ فيها طيّباً والهواء فيها نقيّاً وصحياً، وتقلّ الأمراض، وينعدم الفقر".
