أحيا مكتب العلاقات العامة للمرجعية الشيرازية، اليوم الأربعاء، ذكرى استشهاد سيد الخلق وخاتم الرسل والأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، بحضور عدد علماء الدين ولفيف من الموالين.
واستهل الخطيب الشيخ زهير الأسدي المجلس بقوله تعالى "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتهم على أعقابكم" معقباً: أنه "وقع بعض المفسرين في الخطأ ونسبوا الجهل إلى الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا إذ ذهبوا إلى اعتبار الحرف (أو) بأنه يفيد الترديد بينما هو للترقي من حالة إلى أخرى يعني أفإن مات بل قتل والشواهد القرآنية كثيرة في هذا الباب كقوله عن اليهود (فقست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة) أفهل كان الله لا يعلم إن كان نبيه يموت موتا طبيعيا أو يقتل؟".
وتطرق إلى ما روي عن المعصومين عليهم السلام من قولهم (ما منا إلا مقتول أو مسموم) مبيناً "أن النبي سيد أهل البيت وليس موته بدعاً منهم".
وأضاف: "إن النبي أو الإمام المعصوم ينبغي أن يكون أفضل الناس وأكملهم وأحسنهم والشهادة في سبيل الله أرقى درجة من الموت الطبيعي فكيف يسلب الله تعالى نبيه الأكرم هذه الفضيلة وهذا الكمال؟!".
وأوضح الأسدي: "أن الأمة كلها أجمعت على أنه صلى مات مسموما ولكن الخلاف وقع في الكيفية ولها حادثتان إحداهما مشهورة والأخرى غير مشهورة وعليه إذا انتفت الأولى ثبتت الثانية والمشهورة بين المسلمين تفيد بأنه صلى الله عليه وآله قد سمته امرأة يهودية ولو نظرنا إلى روايتها لوجدناها مضحكة لا يقبلها عاقل".
وتابع: "وخلاصة الخبر أنه عند فتح خيبر وانتصار النبي صلى الله عليه وآله على اليهود جاءته امرأة منهم بطعام ذراع شاة مسموم فمد الرسول يده ليأكل منه فتكلم الذراع قائلا يا رسول الله إني مسموم فلا تأكلني فأقرت اليهودية بفعلتها وقالت: يا أبا القاسم أنت قتلت رجالنا أخذت أموالنا سبيت نساءنا فلا تخلو من أمرين إمام نبي أو لست نبيا فإن كنت نبيا فستعلم بالطعام المسوم وتنجو من الموت وإن لم تكن نبيا فأنت تستحق القتل بعد أن قتلت الرجال وسبيت النساء واستحللت الأموال ودككت الحصون".
وقال الأسدي: "وتكملة الحادثة أن النبي أكل من الذراع المسموم تحديا ليثبت نبوته وبالفعل صدقت اليهودية وأسلمت فورا وعد المؤرخون ذلك من معجزاته صلى الله عليه وآله أي تلكم الذراع المسموم".
واستطرد الخطيب قائلا: "ويقال أن النبي أكل من الذراع ولم يؤثر السم به بينما أكل احد الصحابة فمات من فوره، ثم أن الحادثة مضى عليها ثلاث سنوات ولم تظهر على النبي صلى الله عليه وآله أي علامات تدل على تأثره بالسم وأي سم يبقى كل هذه المدة الطويلة دون آثر؟! هذه الحاثة المشهورة فهل يتقبلها عقل؟!".
واستدل على ثبوت الحادثة غير المشهورة بين المسلمين أو الحقيقة المغيبة عنهم فقال: "بما أن الحادثة الأولى انتفت فلم يبق أمامنا إلا التسليم بما أخبر أهل البيت عليهم السلام ومن ذلك قول الصادق أنه سمته المرأتان".
وقال الشيخ زهير الأسدي: "إن استغرب واستنكر أحد أن تقوم أمهات المؤمنين بقتل الرسول فليرجع إلى القرآن يستنطقه ألم يتهم زوجتي لوط ونوح بالخيانة؟! (وقيل ادخلا النار مع الداخلين) فبهذا سقطت هالة الاعتبار عن المرأتين فور خيانتهما لزوجيهما النبيين الكريمين واستحقتا النار كما نص القرآن الكريم".
وعرج الأسدي على قوله تعالى (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) وقال جاء الخطاب الرباني هنا بصيغة التثنية لا الجمع مما يدل على أن زوجتي النبي صلى الله عليه وآله قد خانتاه أيضا بل وتظاهرتا عليه وانحرفتا عن جادة الإيمان بالرسالة التي جاء بها وهذا لوحده كافٍ لأن تصدق بحديث (اللد) المروي في الكتب المعتبرة لدى أهل السنة وتعرف من ارتكب جريمة اغتيال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله".
وختم الشيخ زهير الأسدي بقراءة مقتل النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وشيء من وصيته والظروف التي أحاطت بذلك و"المعاناة الشديدة التي شهدتها السيدة الزهراء والإمام علي عليهما السلام إثر الفاجعة الأليمة برحيله عن الدنيا ومفارقته الحياة شهيدا مسموما صابرا محتسبا".