انتقد مسؤول العلاقات العامة للمرجعية الشيرازية السيد عارف نصر الله، منهجية بعض الشيعة في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية على حساب ثوابت مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وبين لدى استقباله، اليوم الإثنين، الشيخ مهدي جمعة القادم من راوندا/ شمال أفريقيا أنه و"للأسف الشديد يدعو البعض إلى توحيد صفوف المسلمين وهو مبدأ جميل وحسن بحد ذاته لكن هؤلاء يريدون تحقيقه بالتنازل عن ثوابت المذهب الحق والإسلام الصحيح المتمثل بمدرسة أهل البيت عليهم السلام وكأن الوحدة لا تقوم إلا على إقصاء الأئمة وأتباعهم من المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي وكأنها لا تقوم إلا على تمجيد أعدائهم".
وأضاف: "ولو وعى هؤلاء المتشدقون بالوحدة خطورة ما يفعلونه لشابت قلوبهم قبل رؤوسهم ألم يعلموا أن الله تعالى جعل مودة أهل البيت واتباعهم واجباً على الكل وسمى ولايتهم حبل الله الذي أوجب الاعتصام به؟!".
وشدد على أهمية الحفاظ على "الهوية الشيعية لأنها تمثل الإسلام الحق ولا داعي للتخلي عنها وليعلم الدعاة إلى الوحدة إنها لا تقوم ولن تقوم إلا بمحمد وآله وأنهم مهما تنازلوا لن يرضى عنهم الآخرون بل ولن يحترموهم لأنهم يعلمون جيدا أنه نوع من النفاق السياسي الدنيوي لا غير".
ودعا نصر الله العلماء والمبلغين والخطباء إلى الاهتمام بنشر علوم وفضائل أهل البيت عليهم السلام في ربوع إفريقيا وليعمل أبناء القارة السمراء على التواصل الدائم مع الحوزات العلمية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وقم المقدسة وغيرها وليجدوا وليجتهدوا في تفقيه أهليهم إذا عادوا إليهم".
ولفت إلى ضرورة "فتح المدارس وتأسيس الحوزات والحسينيات في كل بقاع الدنيا ومنها إفريقيا التي باتت بحاجة ماسة لأنوار أهل البيت الأطهار عليهم السلام".
مؤكدا: "إني على استعداد تام للتعاون في هذا المجال ومتفائل جدا بمشروع الشيخ مهدي جمعة الذي يسعى إلى إنشاء مدرسة دينية ودار أيتام باسم السيدة الزهراء عليها السلام في راوندا مسقط رأسه وأشد على يديه وأهنئه على هذا المشروع الإنساني الإسلامي الكبير والمهم".
من جهته أعرب الشيخ مهدي جمعة عن شكره لتفاعل السيد نصر الله مع المشروع مبدياً في الوقت نفسه أسفه "لعدم التعاون من بعض التجار المسلمين تجاه مشروع إنساني تعليمي تبليغي وتربوي والبعض الآخر لا يملك ما يقدمه غير الدعاء وهو سلاح المؤمن وكافٍ إن شاء الله تعالى ولكن مشاريع من هذا النوع تحتاج إلى الكثير من الأموال والمتاعب إلى جانب الدعاء".