في موكب مهيب يهز المشاعر امتزجت قطرات الدموع مع أضواء الشموع التي حملها الموالون المواسون لآل بيت النبوة المعزون بفاجعة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة هذه الليلة المعروفة بليلة الغرباء ليلة الحادي عشر من محرم الحرام.
ونقل مراسل الموقع أن الآلاف من الرجال والنساء والأطفال خرجوا في مواكب متعاقبة تسير ببطء وتؤدة للتعبير عن الحزن العميق والشعور بالأسى على فقد الأحبة من آل النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وبقاء النساء الثكالى والأطفال اليتامى وحدهم برعاية السيدة زينب عليها السلام بعد أن فروا على وجوههم في الصحراء إثر حرق الخيام وهجوم الخيل عليهم كما جاء في المصادر التاريخية.
وبحسب القائمين على هذه الشعيرة الحسينية فإن الهدف منها تقديم العزاء والمواساة لزينب والعيال تخفيفا لوطء الغربة والوحشة على قلوبهم وتسلية لهم فيما شهدوه من مصائب جمة وفواجع عظيمة ورزايا لا تحملها الجبال.
وأوضح جمع من المعزين بأن هذه الليلة تعرف بليلة الغرباء أو ليلة الوحشة أو شام غريبان كما في بعض البلاد الإسلامية الشيعية وأن موكب الشموع قد أسس من عهد بعيد ويتسم بالروحانية الشديدة التي يوحي بها منظر الشموع المتقدة في وسط ظلام المدينة المفجوعة وكثيرا ما يشارك فيه النساء والأطفال تعبيرا عن البقية الباقية من أهل البيت عليهم السلام إذ لم يبق إلا الحرائر المخدرات عقائل بني هاشم ونساء أصحاب الحسين عليه السلام المستشهدين بين يديه نهار العاشر من المحرم.
صورة رسمتها ريشة المحزون بأروع الدموع ممتزجة بألوان الشموع لا تتكرر إلا في هذه الليلة من كل عام.