السيد شهاب الدين المرعشي

مشاهير
2019-03-03

من مراجع التقليد الأعلام وقد حصل على درجة الاجتهاد في السابعة والعشرين من عمره وتصدّى للمرجعية بعد رحيل آية الله البروجردي.

 

 

من مراجع التقليد الأعلام وقد حصل على درجة الاجتهاد في السابعة والعشرين من عمره وتصدّى للمرجعية بعد رحيل آية الله البروجردي.

ويعود نسب السيد المرعشى إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام بعد 33 واسطة، فهو من السادة المرعشية الحسينية الذين ينتمون الى جدّهم الأعلى السيد علي المرعشي نسبة الى مدينة مرعش الواقعة على الحدود التركية السورية.

هاجر جدّهم الأعلى الى إيران في القرن الثالث الهجري، واختار طبرستان (مازندران حاليا) وطنا له حيث تزوج هناك.

كان جدّه الخامس عشر السيد قوام الدين المشهور بمير بزرك طبيباً حاذقاً وشخصية كبيرة تصدت لحكم مدينة آمل الإيرانية في القرن السابع الهجري، ولا يزال ضريحه يمثل معلما ًمن معالم المدينة في منطقة سبزميدان آمل.

توسع نشاط السادة المرعشيين في العصر الصفوي بعد أن صاهروا الأسرة الصفوية الحاكمة عن طريق السيدة والدة الشاه عباس الصفوي كأوّل علوية دخلت البيت الصفوي من السادة المرعشيين.

ومن أبرز أجداده الطبيب شريف الدين المرعشي المتوفي 1316 هـ والذي مارس الطب ما يقرب من ثمانين عاماً، ومات عن عمر ناهز 114 سنة، وكان بارعاً في إعداد الأسنان الصناعية وخبيراً في النحل. ومن أبرز رجالات الأسرة المرعشية في العصر الصفوي السيد أمير عبد الغفار وولده قاضي القضاة عبد الوهاب.

وكانت جدته السيدة شمس الدين شرف خانم من كريمات أسرة الطبطبائي التبريزي ومن النساء الكاملات. أما والد السيد المترجم فهو السيد محمود المرعشي وأمه العلوية صاحبه خانم حفيدة آية الله السيد مهدي الحسيني.

وقد ولد السيد شهاب الدين المرعشي فجر يوم الخميس 20 صفر سنة 1315 هـ في النجف الأشرف، واختار له المحدث النوري بعد أن أذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى اسم محمد حسين، فيما اختار له الميرزا حسين بن الميرزا خليل لقب آقا نجفي، وكنّاه السيد مرتضى الكشميري بأبي المعالي، فيما لقّبه السيد إسماعيل الصدر بشهاب الدين.

ارتدى لباس طلاب العلوم الدينية على يد والده السيد محمود في حرم أمير المؤمنين علي عليه السلام، وتعلم القرآن المجيد وعلوم اللغة العربية إلى كتاب مغني اللبيب على يد جدته لأبيه شمس أشرف بيجم. وتتلمذ على والده في مقدمات العلوم ثم التحق بالمدارس العصرية لتحصيل بعض العلوم كالرياضيات والهندسة والجغرافيا وغيرها.

وقد تولدت عنده رغبة جامحة في دراسة الطب وتعلمه فحضر في ذلك على يد والده وعلى يد الميرزا محمد علي المعروف بمؤيد الأطباء. ولما بلغ السادسة عشرة من عمره مال الى التفسير وعلوم القرآن فعقد العزم على تحصيل ذلك. وبعد أن فرغ من تحصيل الكثير من العلوم الحوزوية شدّ الرحال متوجها من النجف الى إيران حيث حطّ رحله في كل من مدينة الري وخراسان وأصفهان وقم متتلمذاً على يد كبار العلماء فيها، فكانت ثمرة حركته العلمية نيل درجة الاجتهاد وهو في السابعة والعشرين من عمره. وبعد رحيل آية الله البروجردي نال شرف التصدي لمرجعية الشيعة وأصدر رسالته العملية سنة 1366 هـ.

سافر الى سامراء عام 1326هـ ولم يكن حينها يبلغ الـحادية والعشرين من عمره، وبقي هناك مدّة ثلاث سنين التقى خلالها بالشيخ عبد الكريم الكردستاني والشيخ نور الدين الشافعي، ودارت بينهم مباحث ومناظرات علمية.

وفي عام 1340 هـ انتقل إلى الكاظمية وبغداد حيث التقى السيد إبراهيم الرفاعي البغدادي، ثم سافر إلى كربلاء حيث حصل على إجازة من الشيخ عبد الهادي المازندراني، والتقى خلالها بكبار مشايخ الشيخية كالحاج الميرزا موسى الأسكوئي التبريزي والميرزا محمد ثقة الإسلام التبريزي وأخيه ودارت بينهم مناظرات علمية.

ثم سافر إلى كل من الحلة والموصل والعمارة والكوت والبصرة والكوفة والمسيب والدجيل والزبير وغيرها كما وسافر أيضاً إلى الهند، فالتقى في مدينة بومباي بكبار البوذيين.

وللسيد المرعشي مراسلات كثيرة مع العلامة الطنطاوي الجوهري المصري رئيس جمعية الأخوة الإسلامية المصرية، وأهدى له كتاب رياض السالكين وشرح الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين عليه السلام.

والتقى في مدينة كرمنشاه بالشيخ عبد الكريم الكرمنشاهي، ونال منه إجازة شفوية بالرواية. كما التقى في همدان بالسيد عبد الحسين ابن السيد فاضل اللاري، وحاز منه على إجازة في الرواية، واشترى منه نسخة خطية نادرة.

واتجه إلى خراسان لزيارة الإمام الرضا عليه السلام، ومنها إلى طهران التي وصلها في الحادي والعشرين من جمادى الثانية سنة 1343هـ، فحضر دروس بعض العلماء في مدينة الري، ومنها الى مدينة قم التي حلّ فيها في السابع من شعبان 1343 هـ، وبقي هناك يمارس دوره بالتبليغ والتدريس بطلب من زعيم الحوزة العلمية الشيخ عبد الكريم الحائري.

التقى أثناء إقامته في مدينة قم (سنة1345ه) وبأمر من الشيخ الحائري بالشاعر الهندي المعروف رابيندارات تاغور، ودارت بينهما مناظرات ومباحث علمية. بعد رحيل كلّ من آية الله العظمى السيد الصدر وحجّة والخوانساي تصدّى المرعشي للمرجعية فأصدر رسالته العلمية سنة 1366 هـ، وبعد رحيل السيد البروجردي طرح في الساحة العلمية كأحد مراجع الدين العظام.

ومن مشايخ السيد المرعشي: عبد الكريم البوشهري المعروف بسعادة وعباس ابن الشيخ أسد الله الخليلي المعروف بإقدام وعندليب زاده الطهراني، آقا محمد‌ محلاتي وعبد الرحيم بادكوبه ‌اي والسيد أبو القاسم الموسوي الخوانساري ومحمود أهري وباقر الإيرواني وهبة ‌الدين الشهرستاني والميرزا حيدر علي النائيني وأبو الحسن الهندي الحائري ومحمد حسين بن محمد خليل الشيرازي وضياء‌ الدين السرابي وعلي أكبر حكمي يزدي ومحمد حرز الدّين ومحمد كاظم خرم‌ آبادي الموسوي النجفي ومحمود الحسيني المرعشي الشوشتري وأبو الحسن المشكيني النجفي، السيد آقا شوشتري الجزائري والشيخ محمد جواد البلاغي وكثيرون غيرهم.

وقد تخرج على يديه الكثير من العلماء، منهم: السيد مصطفى الخميني ومرتضى مطهري والشيخ الشهيد محمد مفتح والدكتور الشهيد بهشتي والشهيد صدوقي والشهيد قاضي طباطبائي والسيد محمود الطالقاني وشهاب الدين إشراقي ومرتضى الحائري وحسين النوري الهمداني والإمام موسى الصدر وأبو طالب تجليل التبريزي ومرتضى العسكري ومهدي اليثربي والسيد رضا الصدر.

ترك أكثر من 150 مؤلفاً بين كتاب ورسالة في مختلف العلوم والآداب ومنها: التجويد، الرد علي مدعي التحريف، حاشية علي أنوار التنزيل للبيضاوي، سند القراء والحفاظ، مقدمة تفسير الدر المنثور للسيوطي، قطف الخزامي من روضة الجامي، المعول في أمر المطول، الفروق، مفتاح أحاديث الشيعة، حاشية على الفصول المهمة للشيخ الحر العاملي، حاشية مختصرة على كتاب من لا يحضره الفقيه، شرح دعاء السمات، شرح زيارة الجامعة الكبيرة، مقدمة مفاتيح الجنان، شمس الأمكنة والبقاع في خيرة ذات‌ الرقاع، تعليقة على فرائد الأصول للشيخ الأنصاري، حذف الفضول عن المسالك، دليل الحاج الى مكة والمدينة، الغاية القصوى(حاشية استدلالية على العروة الوثقي) مسارح الأفكار في توضيح مطارح الأنظار(حاشية على تقريرات الشيخ الأنصاري) مصباح الناسكين (مناسك الحج).  

توفي السيد المرعشي قدس سره إثر جلطة قلبية يوم الأربعاء السابع من صفر عام ١٤١١هـ الموافق لـ ٢٩ آب أغسطس ١٩٩٠م عن عمر ناهز ٩٦ عاماً، وكان قد أوصى أن يدفن في مكتبته الواقعة في شارع إرم.

وكتب في وصيته: ادفنوني عند مدخل المكتبة كي تطأني أقدام باحثي العلوم الإسلامية ومحققيها. كما أوصى نجله السيد محمود بأن يضع في لحده السجادة التي عبد الله عليها سبعين عاماً والملابس التي كان يرتديها اثناء مراسم العزاء الحسيني مع التربة الحسينية والتراب الذي جمع من أضرحة السادة.

أسس المكتبة العامّة المعروفة باسمه وتحتوي على عدد وافر من المخطوطات الإسلامية والكتب القيمة في شتى العلوم، وهي تتصدر قائمة المكتبات الإيرانية العامّة، وتقع في المرتبة الثالثة لأكبر المكتبات في العالم الإسلامي في هذا المجال.

كما أسس العديد من المدارس الدينية كالمرعشية والشهابية والمهدوية والمؤمنية، فبذل جميع ما بوسعه في سبيل العلم وإحياء التراث الإسلامي حتى لم يملك القدرة على أداء فريضة الحج.

 

اشترك معنا على التلجرام لاخر التحديثات
https://t.me/relations113
التعليقات