أبوجعفر محمّد بن عليّ بن شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش المازندرانيّ الملقّب برشيد الدّين، وعزّ الدّين، المفسّر، المحدّث، الأديب، الفقيه الإماميّ. ويُستشَفّ من نسبة «السَّرَويّ» إليه، وإلى أبيه وجدّه أنّهم كانوا من مدينة ساري مركز محافظة مازندران. أمّا محلّ ولادته فلا يتسنّى لنا أن نُبدي رأياً قاطعاً فيما إذا كان مازندران أو غيرها.
طلب العلم منذ نعومة أظفاره، وحفظ القرآن في الثّامنة من عمره. وأدرك درس أساتذة كثيرين منهم: احمد الغزاليّ، وجارالله الزّمخشريّ، وأبو عليّ الطّبريّ، وأبو الحسن البيهقيّ، وفريد خراسان، والخطيب الخوارزميّ، وقطب الّدين الرّاونديّ.ولنا أن نذكر من تلامذته ورواته: ابن إدريس الحلّيّ، وابن البطريق الحلّيّ، وابن أبي طيّ الحلبيّ، وابن زهرة الحلبيّ. ومن خلال آثاره الباقية يستبين بوضوح تبحّره في علوم القرآن، والحديث، والرّجال،وكان له في الشّعر يدٌ أيضاً. وافاه الأجل في حلب، ودُفن في جبل الجوشن قريباً من الموضع المشهور بمشهد الحسين عليه السّلام.