هو السيد حسين بن السيد محمود من أحفاد السيد سراج الدين الأصفهاني، وقد یصل نسبه بالإمام الحسن المجتبى بعد 28 واسطة.
عالم فقيه ومن مجتهدي الشيعة.
تفرّد بـالمرجعية لفترة قصيرة وذلك بعد وفاة السيد أبو الحسن الأصفهاني.
عاش أيام النهضة الدستورية وعندما تولى رضا خان البهلوي مقاليد الحكم في إيران، أبدى استياءه تجاه قراراته المعارضة للدين والمذهب، وعلى إثره أُحتجز أولاً، ومن ثم نُفي إلى العراق، الأمر الذي أدى إلى تحشيد الجماهير وواقعة مسجد جوهر شاد في العتبة الرضوية بـمشهد.
ولد في 28 رجب عام 1282 هـ في مدينة قم. بدأ دراسته في إحدى المدارس التقليدية باسم مكتب خانة في مسقط رأسه. انتقل إلى طهران بعد إكمال مسيرته الدراسية في تعلّم العلوم الدينية كالصرف والنحو والمنطق. وقرأ المعالم والقوانين وشرح اللمعة والرسائل والمكاسب على أساتذة تلك البلدة. وقصد مكة والمدينة لأداء مناسك الحج وهو ابن 22 سنة. وفي طريق عودته ذهب إلى العراق وحضر درس المجدد الشيرازي في سامراء الذي استغرق عامَين. ثم عاد إلى طهران سنة 1306 هـ.
استمر في الدراسة لمدة خمس سنوات عند مجموعة من الأساتيذ منهم الميرزا محمود القمي، الشيخ عبد المحسن رياضي، الشيخ فضل الله النوري، والميرزا حسن الآشتياني، ثم غادر إيران مرة أخرى إلى العراق وفي سنة 1321 هـ حضر درس الميرزا الشيرازي الثاني في سامراء.
بقي هناك لمدة 10 سنوات وكان موضع عناية الأستاذ فكان يُحيل المقلّدين إليه في الأمور الإحتياطية.
اختاره الميرزا الشيرازي الثاني، بعد أن طلب أهالي مدينة مشهد منه ليُبعث إليهم عالم مجتهد، فذهب الأغا حسين إلى مشهد. كان يتمتع بـإجازة الإجتهاد من جميع أساتيذه في النجف وسامراء كما وقد حصل على إجازة رواية من السيد مرتضي الكشميري.
من أساتيذه:
الشيخ عبد المحسن مدرس الریاضیات
المیرزا علي اکبر الحکمي الیزدي
المیرزا ابو الحسن الکرمانشاهي
الآخوند محمد كاظم الخراساني
المیرزا محمد حسن الآشتیاني
الآخوند ملا علي النهاوندي
المیرزا ابو الحسن جلوة
السيد كاظم اليزدي
الآقا رضا الهمداني
المیرزا حبیب الله الرشتي
المیرزا هاشم الرشتي
السید احمد الکربلایي
الميرزا الشيرازي الثاني
المیرزا محمود القمي
الشیخ فضل الله النوري
الشیخ علي النوري
الآغا علي المدرس
ومن تلاميذه:
السید زین العابدین الکاشاني الحائري
محمد رضا الجرقویهاي الأصفهاني
محمد حسین الصدقي المازندراني
غلام حسن محامي الباد کوبي
محمد علي الکاظمي الخراساني
یوسف البیارجمندي الشاهرودي
السید محمد الموسوي اللنکراني
الآقا بزرك الأشرفي الشاهرودي
السید مهدي الطباطبائي القمي
السید حسن الطباطبایي القمي
السید صدر الدین الجزایري
السید حسین موسوي النسل
الحسین علي راشد التربتي
هادي الحائري الشیرازي
علي التوحیدي البسطامي
محمد علي السرابي
احمد مدرس الیزدي
عباس علي الإسلامي
کاظم الدامغاني
مجتبی القزویني
الفاضل القفقازي
السید حسن الموسوي البجنوردي
هاشم القزویني
عباس التربتي
مهدي الحكيم
آثاره العلمية
الحاشیة على العروة الوثقی
هدایة الأنام في المسائل الحلال والحرام
الذخیرة الباقیة في العبادات والمعاملات
حاشیة على رسالة الإرث والنفقات
حاشیة على صحة المعاملات
حاشیة على مجمع المسائل
منتخب الأحکام
مختصر الأحکام
طریق النجاة
ذخیرة العباد
مناسک الحج
مرجعيته
بعد أن لبّى طلب أهالي مشهد وتوطن هناك، أقدم على بناء أواصر العلاقة مع الناس، وذلك عبر إقامة صلاة الجماعة فيهم ومراجعة مشاكلهم بالإضافة إلى مداولة احتياجات المساكين وذوي الحاجة. وتصدّى لرئاسة الحوزة العلمية هناك وإلى جانب ترتيب أمور طلاب الحوزة، بادر إلى تعليمهم علم الفقه والأصول في سكنه الخاص. امتنع عن نشر رسالة عملية ولم يأخذ على عاتقه مسؤولية المرجعية، لكن بعد رجوع جمع من المتدينين وإلحاحهم عليه، طُبعت رسالته العملية باللغة الفارسية (توضيح المسائل) وعندها بدأت فترة مرجعيته في سنة 1351 هـ.
وكان متشدداً على سياسات الشاه رضا خان البهلوي. فحجزه النظام لمدة في طهران وفي النهاية نفي إلى العراق سنة 1354 هـ. وعلى إثر ذلك انتقلت مرجعيته إلى العراق ومدينة كربلاء مما ساهم في تطوير الدروس وازدهار البحث العلمي هناك.
وقام بمثل ما قام به في مدة إقامته في مشهد. وعاد إلى النجف الأشرف لما توفي السيد أبو الحسن الأصفهاني بعد 11 سنة مرة أخرى. فقلّده علماء النجف زمام المرجعية فانفرد بها هذه المرة. ولكن لم تستغرق فترة مرجعيته كثيراً فقد انتقل إلى رحمة الله بعد مضي بضعة أشهر.
نقل على لسان السيد محمد هادي الميلاني: "تشرفت بزيارة مرقد أبي عبد الله، فإذا بالسيد القمي جالس على جانب الرأس الشريف، وأشار لي لأذهب إليه فخاطبني: قد أقبلت الرئاسة والمرجعية الدينية إلي بعد رحيل السيد أبو الحسن والشيء الذي يُخيفني هو أن يُصيب ديني خلل. أنا أدعو وأنت أمّن. قل اللهم إذا تضر الرئاسة بديني، فتوفّني! ثم بكى بكاءً ابتلت الأرض من دموعه.
نشاطه السياسي
المشهور أن أهالي مدينة مشهد يطرحون عليه سؤالا قبل انطلاقه: "ما هو طلبكم من الشاه"؟ فيرد: أطلب منه أولا أن يضع حداً لتصرفاته اللاإسلامية، وفي حال لم يخضع سأقوم بخنقه".
اعتقاله
بعد وصوله إلى طهران، ذهب إلى الري وسكن في بستان سراج الملك. توافدوا عليه أهل طهران فطوق المكان قوات النظام البهلوي. واجه خبر احتجاز مرجع التقليد هذا معارضة الشعب، لاسيما أهالي مدينة مشهد. كان الناس قد اجتمعوا في حرم الإمام الرضا وتحديداً في مسجد كوهر شاد يستمعون إلى كلمات الخطباء، تدريجياً أخذت المعارضات تتصاعد شيئا فشيئاً، إلى أن انتهت الأمور إلى فتح القوات الحكومية النار على الطلاب والمحتشدين المعتصمين وذلك في اليوم الرابع عشر من ربيع الثاني فبعد قتل عدد من المتظاهرين وقمعهم قام النظام البهلوي بنفيه الى العراق.
فتواه بالجهاد
أصدر فتوى الجهاد أيام الحرب العالمية الثانية واحتلال العراق على قوات الحلفاء وذلك بمشاركة بعض من علماء العراق وأثناء فترة تواجده في حوزة كربلاء العلمية، ووجه دعوة عامة لمواجهة القوات المحتلة.
أنهى فترة نفيه التي طالت 8 سنوات في سنة 1943 م بعد سقوط الشاه رضا خان وعاد إلى مشهد في إيران. طالب الدولة للحدّ من الأوامر الموجبة لانتشار ظاهرة تبرّج النساء بكشف حجابهن والتعليم المختلط، وبالمقابل إعطاء الحرية لإقامة صلاة الجماعة وتعليم القرآن والدروس الدينية في المدارس ورفع الضغط عن الحوزة العلمية.
كما أكد على ضرورة حل المشاكل الاقتصادية خاصة المثقلة على كاهل الطبقات الضعيفة، وقد حثّ المسؤولين على المتابعة لتجديد بناء مراقد الأئمة الراقدين في مقبرة البقيع في المدينة المنورة. ثم في نفس السياق قام بالتهديد، على أن يدعو الناس للمواجهة المسلحة، لو لم تخضع الدولة للطلبات. فعلى إثر التهديدات ومساندة الشعب واجهت المطالبات تلبية من قبل الحكومة.
وفاته
توفي بعد ثلاثة أشهر من وفاة المرجع السيد أبو الحسن الأصفهاني، في 14 ربيع الأول سنة 1366 هـ في النجف الأشرف ودفن في الحرم العلوي على الجانب الشرقي.