اسمه الشريف ونسَبه الزاكي
هو الإمام الحسن العسكريّ بن الإمام عليّ الهادي بن الإمام محمّد الجواد بن الإمام عليّ الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمّد الباقر بن الإمام عليّ السجّاد زين العابدين بن الإمام الحسين سيّد الشهداء بن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم أفضل الصلاة والسّلام.. فتكون جدّته العُليا فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين عليها السّلام، وجدّه الأعلى المصطفى محمّداً سيّد الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين.
كنيته
كُنّي سلام الله عليه بولده الوحَد، الإمام المهديّ المنتظَر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، فقيل: أبو محمّد، لا غير.
ألقابه
هي كثيرة ـ كخصائصه ـ
1. العسكريّ: كما في اللوح الذي أهداه الله تعالى إلى رسوله الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم. وذكر ابن خلِّكان أنّه هو ووالده عليّ الهادي عليهما السّلام عُرِفا بهذا اللقب نسبةً إلى العسكر، وهي المحلّة المعروفة في ( سُرّ مَن رأى ) إذ أشخصهما المتوكّل إليها، فأقام الإمام الهادي عليه السّلام فيها عشرين سنة وتسعة أشهر، فنُسب هو وولده الحسن عليه السّلام إليها.
2. الرفيق: كما في صحيفة اللوح المقدّس الذي كان محفوظاً عند فاطمة الزهراء عليها السّلام، وقد نَقَل ذلك جابر بن عبدالله الأنصاريّ ذلك بعد أن قرأه.
3. الزكيّ: هكذا ورد على لسان النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم حين عدّد أوصياءه: ثمّ الزكيّ الحسن بن عليّ، ثمّ.. ) ـ رواه الصدوق بسنده.
4. الفاضل: كما في وصية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد أملاها على أمير المؤمنين عليه السّلام، وفيها:
يا عليّ، إنّه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً... فإذا حضرتك الوفاة فسلِّمْها إلى ابني الحسن... فإذا حضرته الوفاة ( أي الإمام الهادي عليه السّلام ) فلْيُسلِّمْها إلى ابنه الحسن الفاضل...
5. الأمين: وهذا اللقب الشريف ورد أيضاً على لسان النبيّ الهادي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسّلام، حين عدّد أوصياءه لجندل اليهوديّ وقد سأله عن أسمائهم ليتمسّك بهم، فقال له: يا جندل، أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل... إلى أن قال: فإذا انقضت مدّة عليّ ( أي الهادي عليه السّلام ) قام بالأمر بعده الحسن ابنه يُدعى بالأمين...
وهناك ألقاب كثيرة أخرى، منها: الميمون، والنقيّ، والطاهر، والناطق عن الله، والمؤمن بالله، والمرشد إلى الله، والأمين على سرّ الله، ووليّ الله، وسراج أهل الجنّة، والصادق، والصامت، وخزانة الوصيّين، والرفيق..
واشتهر أيضاً بألقاب شريفة أخرى، كان كلّ واحدٍ منها يمثّل صفة بارزة من صفاته الحميدة. ومن ألقابه المشهورة في الكتب: الهادي، والمهتدي، والمضيء، والشافي، والمَرْضيّ، والخالص، والخاصّ، والتقيّ، والشفيع، والوفيّ، والسخيّ، والمستودَع. وقال الطبرسيّ: كان هو وأبوه ( الهادي ) وجدّه ( الجواد ) عليهم السّلام، يُعرَف كلٌّ منهم في زمانه بـ ( ابن الرضا ).
أمّا ألقابه في الكتب الرجالية فهي: الفقيه، الرجل، الأخير، العالِم.
نقش خاتَمه
( سُبحانَ مَن له مَقاليدُ السماواتِ والأرض ).
منصبه الأهليّ
هو الإمام الحادي عشر مِن أئمّة الحقّ والهدى، بأحاديث صريحة من النبيّ المصطفى صلّى الله عليه وآله نصّت على اسمه وألقابه في عدّة روايات عامّة وخاصّة.
عاش مع أبيه قرابة ثلاث وعشرين سنة، ثمّ كانت إمامته عليه السّلام من سنة 254 هجريّة إلى سنة 260 هجريّة، حيث لم تَطُل إلاّ خمس سنين وأشهراً.. أو ما يقرب من ستّ سنوات.
ولادته
تعدد تاريخها، إلاّ أنّ أشهرها: يوم الجمعة الثامن من ربيع الآخِر سنة 232 من الهجرة النبويّة المباركة، في المدينة الطيّبة المنوّرة.
أوصافه
قال القطب الراونديّ: كانت أخلاقه كأخلاق رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكان رجلاً أسمر حسَن القامة، جميل الوجه جيّد البدن حَدَث السنّ، له جلالة وهيبة وهيئة حسنة، يعظّمه العامة والخاصّة اضطراراً، يعظّمونه لفضله، ويقدّمونه لعفافه وصيانته، وزهده وعبادته، وصلاحه وإصلاحه، وكان جليلاً نبيلاً فاضلاً كريماً...
أمّه
قال محمّد بن طلحة الشافعيّ: أُمّه يُقال لها: ( سوسن )، ويُقال لها: ( حُدَيث )، ويقال: ( حُديثة )، ويُقال: ( سَليل ) رضي الله عنها.. من العارفات الصالحات.
وفي بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ، أنّها تُدعى بـ ( الجدّة )، وكفى في فضلها أنها كانت مفزع الشيعة بعد شهادة ابنها الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام. روى الصدوق في ( كمال الدين وتمام النعمة ) عن أحمد بن إبراهيم قال: دخلتُ على حكيمة بنت محمّد ( الجواد عليه السّلام ) سنة 262 فكلّمتها من وراء الحجاب، فقلت لها: أين الولد ؟ أي الحجّة بن الحسن عليهما السّلام، قالت: مستور، فقلت: إلى مَن تفزع الشيعة ؟ فقالت: إلى الجَدّة أُمّ أبي محمّد عليه السّلام، فقلت لها: أقتدي بمَن وصيّته إلى امرأة ؟! قالت: اقتداءً بالحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام، إنّ الحسين بن عليّ عليهما السّلام أوصى إلى أخته زينب بنت عليّ عليهما السّلام في الظاهر، وكان ما يخرج عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام من علمٍ يُنسَب إلى زينب بنت عليّ؛ ستراً على عليّ بن الحسين عليهما السّلام.
إخوته وأخواته
1 ـ الحسين، 2 ـ محمّد، 3 ـ جعفر، 4 ـ عالية.
زوجته
المرأة الجليلة الطاهرة ( نرجس )، أو مليكة بنت يشوعا بن قيصر ( ملك الروم )، أُمّها من وُلد الحواريّين وتُنسب إلى شمعون وصيّ عيسى عليه السّلام.
ولمليكة قصّة طويلة في شأن تزوّجها من الإمام العسكريّ عليه السّلام، أوردها الشيخ الصدوق في ( كمال الدين وتمام النعمة )، كما رواها الطبريّ الإماميّ في ( دلائل الإمامة )، والطوسيّ في ( الغَيبة ).
وفضلاً عن حُظوة هذه المرأة الشريفة بالاقتران مع إمام معصوم، فقد حَظِيَت أيضاً بأن كانت أُمّاً لخاتم الوصيّين الإمام المهديّ المنتظر صلوات الله عليه. وقد عانت ما عانت من المصائب التي أنزلها حكّام بني العبّاس بالبيت العلويّ.
ولَده
لم يكن للإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام من الأولاد إلاّ ولده المسمّى باسم رسول الله صلّى الله عليه وآله والمكنّى بكنيته، وهو الحجّة بن الحسن المنتظر عجّل الله تعالى فرجه، وجعلنا من شيعته ومُواليه ومن المنتظرين له.
أصحابه ورواته
عدّهم البعض أكثر من مئتين، نذكر منهم:
إبراهيم بن إدريس، إبراهيم بن مهزيار، أحمد بن إسحاق الأشعريّ، أحمد بن عبدالله السَّبيعي، أحمد بن محمّد البلاذريّ، إسحاق بن إسماعيل النيسابوريّ، جعفر بن سهيل الصّيقل، الحسن بن خالد البَرقيّ، الحسن بن راشد، داود بن القاسم الجعفريّ (أبو هاشم)، الريّان بن الصَّلْت، سليمان بن حَفص المَرْوزيّ، السيّد عبدالعظيم الحسَنيّ، الفضل بن شاذان، محمّد الشاكريّ، نصير الخادم، أبو البختريّ، أبو الأديان البصريّ.. وغيرهم كثير.
شاعره
ابن الروميّ.
بوّابّه
عثمان بن سعيد العَمْريّ، وابنه محمّد بن عثمان العَمْريّ.
آثاره
غمر النبيُّ وآله صلوات الله عليه وعليهم هذا الوجود ببركاتهم وفضائلهم وآثارهم الكريمة، فكانت كلّ أفعالهم وأقوالهم ـ وهم المعصومون ـ سُبلَ هداية وأشعّةَ نور وأسباب تقوى ودلائل إيمان وعلامات خير.
وكان من فضلهم الوافر على الناس أن بيّنوا لهم شيئاً من معالم القرآن الكريم ومفاهيمه، وكشفوا لهم عن بعض معانيه وتأويلاته ومقاصده. وقد اشتهر للإمام محمّد الباقر عليه السّلام تفسير، كما اشتهر للإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام تفسير أيضاً، بيّن فيه فقرات كلّ آية، وربّما انسابَ حديثه إلى بحث روائيّ.
وإذا كان البعض قد توقّف في نسبة هذا التفسير إلى الإمام العسكريّ عليه السّلام لأسبابٍ يراها.. فإنّ الأعاظم من العلماء كالصدوق والطبرسيّ والراونديّ وابن شهرآشوب والكركيّ والشهيد الثاني والشيخ المجلسيّ الأوّل ( محمّد تقيّ ) والمجلسيّ الثاني ( محمّد باقر ) والحرّ العامليّ والفيض الكاشانيّ والسيّد هاشم البحراني والشيخ الحويزيّ العروسيّ والشيخ الأنصاريّ.. وغيرهم، قد عدُّوا هذا التفسير من الكتب المعتمدة بين الشيعة الإماميّة.
وللشيخ محمّد جواد الطبسيّ فصل في كتابه ( حياة الإمام العسكريّ عليه السّلام ) خصّصه لتوثيق هذا التفسير الجليل.
الحكّام المعاصرون
عاصر الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام ستّة حكّام من بني العباس، هم:
1 ـ المتوكّل ( 232 ـ 247 هجريّة ).
2 ـ المنتصر ( 247 ـ 248 هجريّة ).
3 ـ المستعين ( 248 ـ 252 هجريّة ).
4 ـ المعتزّ ( 252 ـ 255 هجريّة ).
5 ـ المهتدي ( 255 ـ 256 هجريّة ).
6 ـ المعتمد ( 256 ـ 279 هجريّة ).
كلّهم ـ عدا المنتصر ـ كانوا يضيّقون على الإمام العسكريّ عليه السلام ويطوّقون داره بالرقابة المشدّدة تارة وبالإقامة الجبريّة تارة أُخرى، ويودعونه السجن تارة ثالثة. وكان المتوكّل ـ وهو أخبثهم ـ أشدّهم عليه، وهو الذي كَرَب قبر الإمام الحسين عليه السّلام وهدمه مرّات عديدة.
الوقائع المهمّة
• وفاة أخيه أبي جعفر محمّد بن الإمام عليّ الهاديّ النقيّ عليه السّلام المعروف بـ «السيّد محمّد سَبُع الدُّجَيل»، والمدفون في منطقة ( بَلَد ) بالعراق. وكان هذا الرجل فاضلاً عابداً، أشار إليه والده الإمام الهادي عليه السّلام وعرّف بمقامه. وقد تألّم أخوه الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام لوفاته، وبان عليه الحزن الشديد.
• الفاجعة التي حلّت بشهادة الإمام عليّ الهادي سلام الله عليه، إذ دُسّ إليه السمّ على يد المعتزّ العبّاسيّ فقضى شهيداً مظلوماً، فتولى ابنه الإمام العسكريّ عليه السّلاتم تجهيزه والصلاة عليه وتشييعه ودفنه، وقد تمكّن الحزن الشديد من قلبه، وتحمّل بعده أعباء الإمامة.
• هجرته إلى ( سُرّ مَن رأى ) بالإجبار.. قال المسعودي: وشَخَص بشُخوص والده [الهادي عليه السّلام] إلى العراق باستدعاء المتوكّل سنة 236 هجريّة وله أربع سنين وشهور. فبقي مع أبيه الإمام الهادي عليه السّلام في ( سرّ من رأى ) إلى شهادته سنة 254 في عهد المعتزّ، فاستقلّ بالإمامة وله اثنان وعشرون عاماً، وعاش بعد أبيه نحواً من ستّ سنوات: سنة أو أقل في حكم المعتزّ حتّى ثار عليه الأتراك فخلعوه ثمّ قتلوه، وسنة أو أقل في حكم المهتدي الذي ثار عليه الأتراك أيضاً فقتلوه، وأربع سنوات وأشهراً في حكم المعتمد العبّاسيّ.
• عاش الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام فترة عصيبة من فترات الحكم العبّاسيّ، حيث أُلقي القبض على عدد كبير من العلويّين وزُجُّوا في السجون الرهيبة، فنال بعضَهم القتل، وبعضهم الحبس الطويل، وبعضهم التعذيب الشديد، وشُرّدوا في الأرض.. وكانت بعد هذا ثورات وانتفاضات في أماكن عديدة، منها:
أ ـ انتفاضة الحسين بن محمّد بن حمزة، الذي خرج بالكوفة.
ب ـ انتفاضة عليّ بن زيد بن الحسين، الذي خرج بالكوفة أيضاً.
ج ـ ثورة أحمد بن محمّد بن عبدالله، الذي قتله أحمد بن طولون على باب أسوان، وحُمل رأسه إلى المعتمد.
د ـ انتفاضة عيسى بن جعفر.
هـ ـ ثورة صاحب الزنج الذي نسب نفسه إلى العلويّين، إلاّ أنّ الإمام العسكري عليه السّلام نفاه بقوله: صاحب الزنج ليس منّا أهل البيت.
• عَلِم الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام أنّ عمره الشريف لا يطول في عهد الحكم العبّاسيّ الجائر، فقام بأمرَين مهمّين:
أ ـ ثبّت نظام الأموال والوكلاء، حفظاً على أموال المسلمين من الضياع والتلف، ورعايةً لشؤونهم وحقوقهم.
ب ـ ثبّت موضوع الغيبة والسفارة، فغاب مدّة عن الناس وعيّن مَن ينوب عنه، ليتهيّأ الناس لغيبة ابنه الإمام المهديّ صلوات الله عليه، وليتعرّفوا على الرجوع إلى سفراء الحجّة عليه السّلام، يتّصلون بالإمام من خلالهم، ويرفعون إليه اسئلتهم وحوائجهم عن طريقهم.
• نهض الإمام العسكريّ عليه السّلام في قضيّة الإمام مِن بعده بأمرَين خطيرَين:
الأوّل: الحفاظ على ولده الإمام المهديّ عليه السّلام مِن أيدي السلطة العبّاسيّة التي جَهِدَت في البحث عنه وقتله.. فأخفى أخبارَه، وغطّى على أمر ولادته.
الثاني: تثبيت إمامة ولده المهديّ سلام الله عليه مِن بعده، إذ هو الوصيّ الحقّ، والمرجع الذي يؤول أمر الناس إليه.. فأشار إليه في صِغر سنّه قائلاً لخواصّ أصحابه: هذا إمامُكم مِن بعدي.
فجمع سلام الله عليه بين أمرين: الكتمان، والإعلان. الأوّل للحفاظ عليه، والثاني لتثبيت إمامته ووصايته.
• تعرّض لالإمام العسكريّ عليه السّلام للسجن مرّات عديدة، حيث سجنه المعتمد بن المتوكّل، ولما ظهرت كرامات الإمام عليه السّلام أطلق سراحه، ثمّ عاد وأمر بقتله. ومِن قبله حُبس مرّات في حكم المستعين والمعتزّ والمهتدي.
شهادته
قال الشيخ الطبرسيّ: ( قُبض عليه السّلام بسُرّ مَن رأى لثمانٍ خَلَون من شهر ربيع الأوّل سنةَ ستّين ومئتين، وله يومئذ ثمانٍ وعشرون سنة... وقد ذهب كثير من أصحابنا إلى أنّه عليه السّلام مضى مسموماً، وكذا أبوه وجدّه، وجميع الأئمّة عليهم السّلام خرجوا من الدنيا بالشهادة، واستدلّوا في ذلك بما رُوي عن الصادق عليه السّلام من قوله: واللهِ ما منّا إلاّ مقتول شهيد... تُوفّي عليه السّلام يوم الجمعة، وخلّف ولده الحجّة المنتظر لدولة الحقّ، وكان قد أخفى مولده؛ لشدة طلب سلطان الوقت له واجتهاده في البحث عن أمره، فلم يَرَه إلاّ الخواصّ من شيعته ).
وقد أكّد شهادتَه عليه السّلام جملة من المصادر المهمّة، منها: دلائل الإمامة، للطبريّ الإماميّ. والمصباح، للكفعميّ. ومناقب آل أبي طالب، لابن شهرآشوب. والأنوار النعمانيّة، للسيّد نعمة الله الجزائري. والإقبال، للسيّد ابن طاووس. والصراط السويّ، للشيخانيّ. والفصول المهمّة، لابن الصبّاغ المالكيّ. وإعلام الورى، للشيخ الطبرسيّ..
يقول ابن الصبّاغ المالكيّ: ولما رُفع خبر وفاته، ارتُجّت سرّ من رأى وقامت ضجّة واحدة: مات ابن الرضا! وعُطّلت الأسواق، وغُلّقت أبواب الدكاكين.. فكانت سُرّ من رأى شبيهاً بالقيامة.
وأراد جعفر بن الإمام الهادي عليه السّلام أن يصلّيَ على أخيه الحسن العسكريّ عليه السّلام، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سُمرة، فجَذَب رداءَ جعفر وقال: يا عمّ، أنا أحقّ بالصلاة على أبي عليه السّلام. فتأخّر جعفر وقد اربدّ وجهه واصفرّ، فتقدّم الصبيّ فصلّى عليه عليه السّلام.
قال الشيخ الكلينيّ: ودُفن في داره، في البيت الذي دُفن فيه أبوه ( الهادي ) عليهما السّلام بسُرّ مَن رأى.
المصادر
1 ـ إثبات الهداة، للحرّ العامليّ.
2 ـ الإرشاد، للشيخ المفيد.
3 ـ الاعتقادات، للشيخ الصدوق.
4 ـ إعلام الورى، للشيخ الطبرسيّ.
5 ـ بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ.
6 ـ تاج المواليد، للشيخ الطبرسيّ.
7 ـ تاريخ بغداد، للخطيب البغداديّ.
8 ـ الخرائج والجرائح، للقطب الراونديّ.
9 ـ دلائل الإمامة، للطبريّ الإماميّ.
10 ـ رجال الشيخ الطوسيّ.
11 ـ رجال الكشّيّ، للشيخ الطوسيّ.
12 ـ عيون أخبار الرضا عليه السّلام، للشيخ الصدوق ج 1.
13 ـ عيون المعجزات، للشيخ حسين بن عبدالوهاب ( ق 5 هـ ).
14 ـ الغَيبة، للطوسيّ.
15 ـ الفصول المهمّة، لابن الصبّاغ المالكيّ.
16 ـ الكافي، للشيخ الكلينيّ ج 1.
17 ـ كفاية الأثر، للخزّاز القمّيّ الرازيّ.
18 ـ كمال الدين وتمام النعمة، للشيخ الصدوق.
19 ـ مروج الذهب، للمسعوديّ ج 4.
20 ـ المصباح، للكفعميّ.
21 ـ مطالب السَّؤول، لمحمّد بن طلحة الشافعيّ.
22 ـ مقاتل الطالبيّين، لأبي الفرج الإصفهانيّ.
23 ـ مناقب آل أبي طالب، لابن شهرآشوب.
24 ـ مهج الدعوات، لابن طاووس.
25 ـ وفيات الأعيان، لابن خلِّكان.